×
محافظة المدينة المنورة

«كيا الجبر» تفتح باب التسجيل في بطولة كرة السلة بالمدينة المنورة

صورة الخبر

لم يكن غريباً ولا مستغرباً تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر انصاري ضد البحرين وشعبها، والذي يعتبر تدخلاً سافراً ومرفوضاً في الشأن الداخلي للبحرين، فالشعب البحريني منذ تاريخ الاستقلال (1970م) وحتى يومنا هذا يرفض التدخلات الإيرانية الصفوية في شؤونه الداخلية، ويعتبرها نهجاً انتهجته الحكومة الإيرانية منذ بداية ثورتها (المشؤومة) عام 1979م حين رفعت شعار (تصدير الثورة الإيرانية)، فهو تصريح مستنسخ من تصاريخ سابقة تعرضت لها البحرين لإثارة الفتنة والاحتراب الأهلي فيها. ولكن ما يميز هذا التصريح أنه جاء ليزيد من حالة الاحتقان بالمنطقة بنثر سموم الطائفية والتصعب المذهبي بين أبنائها الموالين لأنظمتها السياسية والمتوافقين على عروبتها، ولا يراعي مبادئ الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ولا حتى القيم والمبادئ الإسلامية وحسن الجوار، المؤسف أن إيران التي تتبجح - دائما - في مؤتمراتها بحسن الجوار والعمل المشترك تمارس الازدواجية في هذا العمل، فهي تمد يد التقارب وتغرس بالأخرى خنجر التآمر، وقد كان هذا سراً قبل أحداث عام 2011م حين تم طرح مشروع إعادة ترسيم المنطقة العربية تحت شعار (الربيع العربي)، فقد كشفت عن وجهها القبيح، وأصابعها المسمومة، حين دعمت وساندت القوى الإرهابية لتحقيق هذا المشروع، فأقامت لهم مراكز الإيواء، وأوكار التدريب، لحمل السلاح استهدافاً للأبرياء ورجال حفظ الأمن، بل ودشنت أكثر من أربعين قناة فضائية لتأجيج الأوضاع بالمنطقة، سواء بالعراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن أو البحرين أو السعودية أو الكويت وغيرها من الدول العربية، ولعل الشبكات الإرهابية التي تم القبض عليها وأدلت باعترافاتها أكبر دليل عل ضلوع إيران في تلك الأعمال الإرهابية حتى تبوأت لقب (راعية الإرهاب الإقليمي)!!. لم تتوقف تصريحات المسؤولين الإيرانيين من التدخل في شؤون الغير، ولعل أكثر الدول تضرراً من تلك التصريحات هي البحرين، وهي الجزيرة التي نالت استقلالها عن المملكة المتحدة عام 1970م، وأكدت هيئة الأمم المتحدة على استقلالها من خلال اللجنة الأممية التي زارت البحرين وأعدت تقريرها المستقل على أن البحرين دولة عربية وإسلامية وذات سيادة. لم تكن هذه هي المرة الأولى للتصريحات الإيرانية بل سبقها سيل من التدخلات السافرة يمكن العودة إلى الإرشيف السياسي لمعرفة حجم تلك التدخلات، فقد جاءت تصريحاتها الاستفزازية على لسان مرشدها الديني (خامنئي)، رئيس أركان الجيش الإيراني وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال حسن فيروز أبادي، إمام جامع طهران أحمد خاتمي، المشرف العام على مؤسسة كيهان الصحافية ومستشار المرشد الأعلى في إيران حسين شريعتمداري، وزير الخارجية الإيراني السابق (صالحي)، ومساعد وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر محمدي، وغيرهم ممن يحملون العقلية الصفوي التوسيعة وممن يعيش في ذلك الوهم!. لقد حاولت البحرين كثيراً وبشتى الوسائل لوقف التدخلات الإيرانية، ولكن العقلية الإيرانية لا يمكنها أن تتعايش مع مثل تلك الإطروحات، فما تتعرض له المنطقة العربية ليس بسبب أوضاع داخلية، فالجميع يعلم بأن الدول العربية تعيش نوعاً من الرفاهية، خاصة مع توافر الخيرات والإمكانيات، ولكن بسبب التدخل الإيراني من خلال دعم الجماعات الإرهابية دخلت المنطقة في دوامة العنف والتخريب والتدمير. في إحدى المناظرات - خارج البحرين - وجهت سؤالاً لخبير سياسي عن الإشكاليات التي تتعرض لها الدول العربية بأسرها، فأجاب بأن المشكلة ليست داخلية ولكنها تدخلات خارجية سافرة، وبالتحديد من إيران، لذا معالجة تلك الأثار يكون من خلال إيقاف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية، وهذه حقيقة يراها كل فرد، فإن الأحداث التي تشهدها المنطقة اليوم مصدرها أصابع إيرانية تسعى لإشاعة الفوضى بالمنطقة. فإيران منذ قيامها وهي تمارس نفس الدور، لا حرمة لجار، ولا تقدير لدولة، فموقف إيران العدائي لدول المنطقة لم يتوقف يوماً، بل هي مستمرة في ذلك، ولعل البحرين (الدولة العربية) تشهد على ذلك، علماً بأن الشعب الإيراني له مطالب وحقوق منتهكة من الأولى على الحكومة الإيرانية الاهتمام والالتفات إليها لتحقيقها بدل الانشغال بتأجيج الساحة العربية والنفخ في نار الفتنة الطائفية، فقد انكشف كل شيء، وسقطت كل الأقنعة!!.