عاشت مدينة حلب وريفها يوماً اسود، وشهدت مجازر عدة نفذتها قوات النظام، مستخدمة البراميل المتفجرة التي تلقيها طائراته الحربية. ولم يستثن الطيران السوري المدارس في القصف المتواصل على حلب منذ سبعة ايام. وقُتل 42 شخصاً على الأقل بغارة بالبراميل المتفجرة شنتها قوات النظام على حي هنانو شرق المدينة. وأثارت الغارات حالة هلع وهروب للاهالي من المدن والقرى الى البراري. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان حصيلة القتلى نتيجة قصف حي هنانو بلغت 42 شحصاً، اضافة الى جرح 40 طفلاً بقصف على مدرستين في مدينة مارع، في وقت أعلن عن مقتل 204 اشخاص اول من امس، بينهم 40 طفلاً. وأفاد «المرصد» ان «الطيران الحربي والمروحي السوري نفذ غارات عدة على احياء في مدينة حلب ومناطق في ريفها تسببت بمقتل وجرح العشرات». وتحدث «مركز حلب الاعلامي» عن «مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو»، مشيراً الى ان «البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (حافلة) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات، إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام». وقال «المركز» في بريد الكتروني ان «حريقاً اندلع في عدد من السيارات وعمدت طواقم الدفاع المدني الى اطفائها». وأشار الى ان «المستشفيات غصت بالمصابين». وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تضمنت صوراً مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريباً وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق. وقال «المرصد» إن غارات استهدفت ايضاً مناطق في احياء الصاخور والاحمدية وبعيدين وارض الحمرا في المدينة، بالاضافة الى بلدات مارع وماير والاتارب في ريف حلب حيث قتل خمسة اشخاص على الأقل. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد» في ريف حلب بسبب استمرار القصف بـ «البراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي». وذكر «مجلس محافظة حلب الحرة» ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع «ما أدى الى اصابة اربعين طالباً بجروح»، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة وأصيب آخرون. وفي وسط البلاد، ارتفعت الى ستة تلامذة قتلى تفجير سيارة مفخخة في ريف حمص، وفق وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي قالت: «قتل ثمانية مواطنين بينهم ستة تلامذة ... في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي». وقال «المرصد السوري» ان بلدة ام العمد تضم سكاناً ينتمون الى الطائفة الشيعية. وأورد حصيلة جديدة من 12 قتيلاً. وفي لندن، طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون النظام السوري بـ «تقديم توضيحات» حول وفاة الطبيب عباس خان داخل سجن سوري، ذلك في رسالة وجهها الى اسرة الضحية، وفق ما اعلن مصدر حكومي. وكتب كامرون الى عائلة الجراح البريطاني الذي وصلت جثته امس الى بريطانيا، عبر بيروت، ان «وفاة عباس هي مأساة تثير الاشمئزاز والغضب، وعلى النظام السوري ان يقدم توضيحات» لما حصل. سياسياً، قالت مصادر في المعارضة ان رئيس الحكومة الموقتة احمد طعمة سيزور واعضاء الحكومة الدوحة في الساعات المقبلة، بناء على دعوة من الحكومة القطرية. وأشارت الى ان الحكومة تأمل الحصول على دعم بقيمة نحو 50 مليون يورو، كما تأمل بالحصول على موارد اضافية من رسوم المعابر الحدودية وانتاج النفط والزراعة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال البلاد وشمالها الشرقي.