اقترب تحالف كردي - عربي من «الخط الأحمر» التركي لدى سيطرته بدعم من الطيران الروسي على منطقة قرب معقل للمعارضة في ريف حلب ما استدعى انسحاب فصيل من تكتل «جيش الفتح» في إدلب كي يتمكن من المساهمة في دعم فصائل المعارضة ومنع «عزل» حلب عن خط الإمداد في تركيا، بالتزامن مع تحقيق التحالف الكردي - العربي «انجازات» قرب معقل «داعش» شرقاً بفضل غارات التحالف الدولي بقيادة أميركا وسط تهديد التنظيم بـ «غزو» بريطانيا. وبدأت الهيئة العليا للمعارضة اجتماعاتها في الرياض أمس استعداداً للقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا غداً. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس: «قتل 16 عنصراً على الأقل وأصيب 19 آخرون من تنظيم داعش في اشتباكات ضد مقاتلي قوات سورية الديموقراطية في قرية المستريحة في ريف عين عيسى في ريف الرقة». وأضاف ان المعارك بين الطرفين انتهت بسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم فصائل كردية، أبرزها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأخرى عربية على هذه القرية الصغيرة، لافتاً الى مقتل 21 من التحالف الكردي - العربي الذي يحظى بدعم التحالف الدولي بقيادة أميركا. وتحدث «المرصد» عن فيديو لعناصر «داعش» يعدمون خمسة بعدما ألبسوهم «اللباس البرتقالي» في مدينة الرقة بعدما «طلب منهم التقاط صور وتسجيل أشرطة مصورة داخل مدينة الرقة ولنساء داخل المدينة بغية إعداد فيلم وثائقي ضد الدولة الإسلامية، وتصوير لوحة سيارة قرب كازية أبو الهيف، لملاحقتها وقصفها». وأظهر الشريط الشبان الخمسة وهم من الرقة، على ركبهم، ويقف خلفهم عناصر «داعش». وقال أحد المتحدثين باللغة الإنكليزية: «هذه رسالة إلى (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كامرون (...) تهددنا بعدد قليل من الطائرات (في اشارة الى قرار البرلمان البريطاني اجازة قصف مواقع التنظيم في سورية) يا أيتها الحكومة البريطانية ويا أيها الشعب البريطاني، اعلموا أن جنسياتكم تحت أقدامنا اليوم، وأن «داعش» باقية، وسنظل نجاهد ونكسر الحدود وسنغزو دياركم يوماً ما، وسنحكمها بشرع الله». وأظهر الشريط المصور قيام المتحدث بإطلاق النار على رأس أحد الشبان، عقبه إطلاق نار من قبل العناصر الأربعة الآخرين النار على رؤوس الشبان الأربعة الآخرين. ليختم الشريط بظهور طفل يرتدي لباساً عسكرياً ويشير بإصبعه إلى مكان بعيد قائلاً باللغة الإنكليزية «سنقتل الكفار هناك». وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان الطيران الفرنسي دمر ليل السبت - الاحد موقعاً لصنع الصواريخ يسيطر عليه «داعش» وقالت في بيان ان الغارة الجوية شنتها «اربع مقاتلات رافال مزودة صواريخ سكالب تحركت بالتنسيق مع طائرات للتحالف» مستهدفة موقعاً يبعد عشرات الكيلومترات شرق حلب. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها امس على بلدة كشتعار قرب مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، ذلك بـ «غطاء جوي روسي»، وفق نشطاء معارضين. وتكمن أهمية كشتعار كونها تطل على أوتستراد حلب – أعزاز ما يعني إحكام حصار أعزاز من الجهتين الغربية والجنوبية بالتزامن مع سيطرة «داعش» على جهتها الشرقية، الأمر الذي يقرب من «فصل» حلب عن خطوط الإمداد في تركيا التي كانت أعلنت أن ربط الادارات الذاتية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) شرق سورية وعفرين شمال سورية «خط أحمر». وأعلن «فيلق الشام» أمس انسحابه من «جيش الفتح» الذي يضم 7 فصائل بينها «جبهة النصرة» و «احرار الشام الاسلامية» وكان سيطر على محافظة ادلب في ربيع العام الماضي. وقال في بيان: «حيث أن الأعداء من الداخل والخارج أي النظام وشبيحته والشيعة والروس يركزون الجهد لإسقاط منطقة حلب، فرأينا أن نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب». وأضاف: «الحالة التي تجعلنا نعلن خروجنا من غرفة عمليات جيش الفتح الذي أنهى مهمته مشكوراً في معركة فتح إدلب الفداء وهذا يوجب علينا إعادة ترتيب أوضاعنا وبلورة تجاربنا والإفادة منها في ظل معطيات اليوم بما يخدم ديننا وشعبنا وثورتنا ويحقق أهدافها». و «فيلق الشام» واحد من 15 فصيلاً مقاتلاً حضر ممثلوها المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض الشهر الماضي، كما انه عضو في الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم 34 عضواً بينهم 11 من الفصائل المقاتلة. وبدأت الهيئة اجتماعاتها في الرياض امس قبل لقائها دي ميستورا غداً، ضمن اتصالاته مع ممثلي المعارضة والنظام لإزالة العقبات امام عقد مفاوضات «جنيف-3» نهاية الشهر الجاري. ووصل المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني الى مكان اجتماع الهيئة العامة لدعمها، وسط أنباء عن عدم وصل بعض الشخصيات المعارضة بينهم رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين.