كثرت البرامج التلفزيونية الحوارية التي تسعى من خلالها القنوات الرياضية إلى استقطاب أكبر عدد من المشاهدين وهذا حق مشروع للجميع،وتبقى طريقة الاستقطاب التي يجب أن تعتمد على مضمون البرنامج وفريق المحللين بالإضافة إلى الاحترافية في إدارة الحوار. وقد يطرح تساؤلات حول أين نحن من كل تلك المعايير ؟ وهل برامجنا الرياضية تواكب الاحتراف ؟. ولن أتطرق إلى تفاصيل تلك البرامج حيث أجدها جميعاً تشترك في بعض السلبيات (من وجهة نظر خاصة جدا) فبرامجنا الرياضية مازالت تدور حول نفسها،وفي حلقة مفرغة وهذا يعني أنها تسير إلى ما لا نهاية بدون هدف واضح وقد تغضب هذه الكلمات البعض،ولكن لو راجعنا كافة الحلقات الرياضية لوجدنا نفس الكلام ونفس الأسلوب ونفس الأشخاص وأتحدى لو تم عرض حلقة سابقة لأي برنامج رياضي أن يتم ملاحظة قدمها مباشرة كما هو الحال في تكرار حلقة جديدة من المسلسلات المكسيكية المملة، وفي الوقت التي تطالب تلك البرامج بتطبيق الاحتراف أجد أن السؤال يطرح لقائله أين أنتم من احتراف برامجكم الرياضية ؟! وهل أنتم على قناعة باحترافيتكم في الإعداد والتقديم ؟ بصراحة أشك كما يشك الكثيرون، وكيف يكون هناك احتراف إعلامي ومقدم البرنامج يوجه رسالة للمتابعين مفادها.. إذا لم تعجبكم القناة.. لكم حرية التغيير !! وتستغرب عندما تتم مطالبة المسؤولين في الرياضة بالتواصل مع البرنامج وأن جميع الخطوط مفتوحة في حين أن مدير الحوار يستكثر على المشاهدين التعبير عن آرائهم وانتقادهم رغم الكلام المعسول بأن هناك شفافية مطلقة.. وإذا كانت الشفافية كذلك فرحم الله أمرئ عرف قدر نفسه. أما المحللون أو ما يطلق عليهم بالنقّاد (فمعظمهم) أصبحوا أبطال المسلسل المكسيكي من خلال الانتقاد لمجرد الانتقاد والصراخ والعويل واستخدام ألفاظ لا ترقى لبرامج تدخل البيوت وقد يشاهدها الصغير والكبير، مع بروز طامة كبرى تتمثل في تحوّل البعض منهم إلى محامين لأنديتهم بطريقة تدعو للشفقة عليهم قبل المشاهد، أما من يعارض مدير البرنامج في الرأي فمصيره تحويل الميكروفون لمحلل أو حمل وديع آخر يمشي في خط واضح وهو الإثارة لمجرد الإثارة، وهنا تكمن قمة نجاح البرنامج.. وتطالب قنواتنا بتطبيق الاحتراف !!. لا أريد التعميم فهناك البعض وللأسف هم قلة آمنوا بأن الكلمة أمانة وتكلموا بصراحة وواقعية ضاربين بالمقدّم عرض الحائط ولا نستغرب أن يكون مصير هؤلاء التهميش أو إنهاء العقود، لذا على القائمين على البرامج إعادة تقييمها بواقعية وبطريقة علمية من كافة الجوانب إذا ما أردنا الارتقاء ببرامجنا الرياضية ونصل لاحتراف حقيقي لأن فاقد الشئ لا يعطيه. همسة: أفضل طريقة للتعامل مع الجاهل هي تجاهله.