تقود السلطة المحلية وجهاز الشرطة بالتعاون مع المقاومة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي اليمن)، حالياً، جهوداً مشتركة لتسلم المنشآت الحيوية والسيادية الاستراتيجية وبسط سلطة الدولة الأمنية، ووضع حد للانفلات الأمني وإقلاق السكينة العامة، وفقاً لتوجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتسلمت الأجهزة الشرعية، أمس، مهام حماية وتأمين ميناء المعلا ومركز شرطة مديرية التواهي، من شباب المقاومة الذين كانوا يتولون حمايتها أمنياً منذ تحرير عدن من قبضة المتمردين الانقلابيين التابعين لميليشيا جماعة الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح. وتسلمت قوة من الجيش الوطني تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، أمن ميناء المعلا في عدن، بحضور وزير الداخلية اللواء حسين عرب ووزير النقل مراد الحالمي ومحافظ عدن العميد عيدروس قاسم الزُبيدي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي ومدير عام شرطة عدن العميد شلال علي شايع إضافة إلى عدد من المعنيين. ويأتي ذلك في إطار التعاون والتنسيق بين الحكومة والمقاومة على تسليم المنشآت والمؤسسات الحكومية كافة للدولة واستيعاب الشباب في المؤسستين الأمنية والعسكرية للقيام بدورهم في حماية وتأمين عدن ومقوماتها والمساهمة بتطبيع الحياة العامة، وتثبيت دعائم النظام والقانون خلال المرحلة المقبلة. وقال محافظ عدن العميد الزُبيدي، إن تسلم السلطات الحكومية لمهام أمن ميناء المعلا، يأتي في إطار جهود الدولة لتسلم المرافق الحكومية كافة من المقاومة، وأن تلك الجهود تشمل المجالات الأمنية التي لن تتوقف إلا ببسط وتحقيق الأمن والاستقرار. وأضاف: أن الحكومة أعدت برنامجاً متكاملاً لتأهيل شباب المقاومة ودمجهم في الجيش والأمن بهدف تمكينهم من خدمة المجتمع بشكل أفضل. وأكد مضي الحكومة في خططها، وعدم تمكن أي قوة من الوقوف في طريقها طالما وهي تسعى لخدمة المجتمع، ولفت إلى تحملهم المسؤولية في قيادة محافظة عدن رغم إدراكهم لصعوبة المرحلة ولكن من يقومون بخدمتهم هم أهلهم وناسهم، ولهذا سيسعون بكل ما يملكون من قوة لخدمتهم. وعلى صعيد متصل بأوضاع عدن، تسلمت شرطة عدن بقيادة المدير العام العميد شلال شايع، أول مراكز وأقسام الشرطة في عدن مركز شرطة التواهي وعززته بالأفراد والآليات، وتعهد العميد شايع، بتحقيق الأمن والاستقرار والتصدي لأعمال العنف والفوضى والضرب كافة بيد من حديد لكل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار عدن. من جهة أخرى، أعلنت حركة النهضة للتغيير السلمي ومركزها في عدن دعمها للتحالف العربي ضد التدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة العربية، وتفاعلها في تعزيز الاصطفاف الوطني ضد المشروع الانقلابي، ملتزمة بالمرجعيات الوطنية التي ارتكز عليها مؤتمر الرياض الذي مثل محطة مهمة في مواجهة النهج الانقلابي، وبخريطة الطريق المنبثقة عنه. كما أعلنت حركة النهضة في بيان تأييدها ومباركتها لخطوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، في تنفيذ مبدأ الشراكة الوطنية ومبدأ المناصفة في وظائف الدولة العليا واستيعاب مكونات الحراك الجنوبي في مؤسسات الدولة لتصبح جزءاً من العملية السياسية ضمن المشروع الوطني الكبير، وجددت تأكيدها على موقفها المبدئي في حل القضية الجنوبية حلاً سياسياً يحقق تطلعات الشعب في تقرير مصيره وتحديد مكانته السياسية بإرادته الحرة باعتبارها قضية سياسية وطنية. وعبّرت عن شكرها وتقديرها لمكونات وقيادات الحراك الجنوبي على قبولها الاندماج تحت مظلة الشرعية الدستورية، وأشادت بحسن استيعابهم لمتغيرات المرحلة، الأمر الذي يدفع الحركة للوقوف إلى جانب القيادات الحراكية وتعزيز العلاقة بمكوناتهم السياسية لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة المتمثلة في دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب وبناء مؤسسات الدولة وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة. وحذرت الحركة من خطورة بقاء أي تشكيلات مسلحة خارج مؤسسة الدولة الشرعية.