إليكم بعض مواقف (الرجال الرجال) فقال: إنه لما جيء بـ(الهرمزان) إلى عمر بن الخطاب أسيرًا، دعاه إلى الإسلام، فأبى عليه، فأمر بقتله، فلما عرض عليه السيف قال: لو أمرت لي يا أمير المؤمنين بشربة من ماء، فهو خير من قتلي على الظمأ، فأمر له بها، فلما صار الإناء بيده قال: أنا آمن حتى أشرب؟ قال: نعم، فألقى الإناء من يده، وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج، قال: لك التوقف حتى أنظر في أمرك، ارفعا عنه السيف. قال: الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقال له عمر: ويحك، أسلمت خير إسلام فما أخرك؟ قال: أخرني خشية أن يقال: أسلم جزعًا من الموت، فقال عمر: عقول فارس تزن الجبال - انتهى. هذا كان زمان، أما الآن فعقول بعض ملاليهم مع الأسف لا تزن حتى ولا جناح بعوضة. عمومًا وإذا كنا ما زلنا بصدد ذكر (الرجال الرجال) ومواقفهم، إليكم شهادة امرأة في حق زوجها الوفي المضحي، وتقول هي: «في صباح ذكرى زواجنا العاشرة، كنت أنا في مستشفى يبعد عن منزلي 120 كيلومترًا، أتعالج من جراحة أجريت لي، بينما كان زوجي يقضي فترة إجازته في رعاية أطفالنا الثلاثة الصغار، وشعرت بالأسى يمزق قلبي، لأننا نقضي هذا اليوم وكل منا بعيد عن الآخر، ولكن روحي المعنوية ارتفعت حين أحضرت لي الممرضة باقة كبيرة من الورود، وأجهشت بالبكاء حين قرأت الرسالة المرفقة من زوجي، وجاء فيها: عشرة أعوام بصحبتك كأنها عشر دقائق، وعشر دقائق من دونك كأنها عشرة أعوام» - انتهى. ويا للخجل، ما أبعدني عن فلسفة (الرجال الرجال). *** الباحثة الكويتية المثيرة للجدل الدكتورة (فوزية الدريع) أثارتني بكلامها الذي قرأته عندما لفتت نظري إلى اختراع أميركي عظيم أطلقوا عليه اسم: (القبلة الكهربائية)، وخلاصة ذلك الاختراع: أن كل رجل يريد أن يقبل امرأة قبلة حميمية لن تنساها، فعليه أولاً أن يخضع هو لجهاز يشحنه بالكهرباء إلى أن يصاب (بالنفّاضة)، وبعدها يطبق على شفتي المرأة ويفرغ كامل الشحنة فيها، على أن لا تزيد مدة القبلة عن دقيقة واحدة. ويحق للرجل أن يختار الشحنة التي تناسبه؛ إما بـ(220) فولت، أو بـ(120) فولت، وهي تنصح بالشحنة الثانية، لأن الأولى قد تصل بالاثنين إلى درجة الإغماء - رغم أنها أكثر متعة وحميمية. وما إن عرفت عن هذا الاختراع حتى (ارتخت أذناي)، وقررت أن أخوض هذه التجربة المثيرة - خصوصًا وأنا عبد التجارب. وسوف أختار وأنا مغمض شحنة (220) فولت، على أن تستمر القبلة ما لا يقل عن خمس دقائق كاملة، و(إيش ما يصير يصير).