في مقالي السابق المعنون بـ "لِم الهرب من المدارس الحكومية؟"، تحدثنا عن سلبية واحدة من عدة سلبيات جعلت أولياء أمور يلجأون إلى تدريس أبنائهم في المدارس الخاصة، وهجر الحكومية رغم مجانيتها. ناقشنا أمرا مهما وظاهرة غالبا ما تحدث في الامتحانات ألا وهي إخراج الطلاب من المدرسة في وقت مبكر وبعد نهاية الامتحان مباشرة وإغلاقها وجعل الطلاب ينتظرون أولياء أمورهم في الشارع وهم عرضة لتجار المخدرات وغيرهم، من أنه من الواجب أن يبقى الطالب داخل المدرسة حتى نهاية الدوام اليومي الرسمي خاصة طلاب المرحلة المتوسطة وجلهم من صغار السن. وقارنت بين المدارس الحكومية والخاصة ففي الأخيرة، لا يسمح للطالب بالخروج من المدرسة ما لم يكن بصحبة ولي أمره أو عبر النقل المدرسي وسط تنظيم ومراقبة من المعلمين للطلاب في فناء المدرسة. عبر الإيميل أرسل لي أحد المعلمين رسالة امتعض فيها من المقال ويبدو لي أنه فهم من مقالي نقدا مباشرا للمعلم، ودافع عن المعلمين بذكر بعض القصور الذي يطال المدارس الحكومية، الذي جعلها خيار من لا خيار له من الطلاب. يقول المعلم الفاضل في رسالته "هل تعلم يا عزيزي أن المدارس الخاصة يوجد لديها موظفون إداريون مهمتهم مراقبة الطلاب أما نحن في المدارس الحكومية فلا يوجد لدينا، أيضا تتمتع المدارس الخاصة بأماكن مهيأة لممارسة الأنشطة المتنوعة التي يمكن أن يمارس فيها الطالب النشاط الذي يرغب فيه حتى حضور ولي أمره، أما نحن فلا يوجد لدينا حتى ساحات جلوس، كما يوجد لديهم ملاعب يمارس فيها الطالب أنشطة رياضية، وبوفيهات بجلسات متنوعة، بينما نحن فيا حسرة". ويضيف المعلم الثائر على مقالي السابق "هل تعلم قبل أن تنتقد المعلم أن المدارس الخاصة يوجد لديها مبان مجهزة بتكييف كامل في الفصول والممرات والساحات لراحة الطالب والإداري والمعلم أيضا، أما نحن فنعاني سوء التكييف في الفصول فما بالك بالساحات إن وجدت". واستطرد المعلم في حديثه قائلا "الخلاصة أخي يجب أن تجهز المدارس الحكومية بكل الخدمات، ثم حاسب المدرسة والمعلمين من أي قصور يمكن أن يصدر منهم". أعتقد أن المعلم في رسالته وهو ابن السلك التعليمي ومن المطلعين وممن يسبر أغواره، لخص القصور الذي تعانيه المدارس الحكومية، بل ورسخ الأسباب التي جعلتنا ننفر من تلك المدارس ونلجأ للخاصة رغم التكلفة الباهظة.