انتقد الناس انهيار جسر على طريق «الرياض ــ الشرقية» فقال البعض كنتم تنتظرون جنازة لتلطموا فيها، فهل كان ينتظر أن نزف في هذه الحادثة عرسانا ؟! لا أفهم حساسية البعض المفرطة من انتقاد السلبيات والأخطاء ؟! هل يظن أن الطريقة الصحيحة لحب الوطن هي بالنظر إليه بعين واحدة لا ترى غير الإيجابيات ؟! أحدهم كتب انهار الجسر بلا ضحايا فولوا وانهار المسرح في مدينة لندن بعشرات الضحايا فصمتوا، فهل كان ينتظر أن ننشغل بالبعيد عن القريب، أو أن يصادف انهيار الجسر مرور السيارات والحافلات المكتظة بالبشر ليختلط الأسمنت بالأجساد ويبتل التراب بالدماء حتى نملك مشروعية النقد ؟! عجيب أمرهم، بدلا من أن يصبوا جام غضبهم على من يقصر في أداء الواجب ويتسبب إهماله في وقوع الأخطاء، ينصرفون لمن يتألمون لواقع وطنهم ويحملون هم حاضره ومستقبله وكأن العدو هو من يحمل هم وطنه على أكتافه لا من يرتقي على أكتاف وطنه ! نعم سنغضب وننتقد، لأن انهيار الجسر ليس حادثا عابرا أو عفويا، ففي دول العالم تنهار الجسور بسبب الزلازل والأعاصير لا الصدف، لكن عندنا ينهار الجسر بسبب إهمال وزارة خصصت المليارات لعقود الصيانة في إجراء الصيانة اللازمة والفحوصات الضرورية لضمان سلامة الجسور وقدرة التحمل ! لقد انهار الجسر وهب الوزير وأركان الوزارة لموقع الحادث وشكلت كالعادة في كل حادثة لجان التحقيق وفرق المعاينة .. ولو أن «الهبة» كانت في موعدها الصحيح لما انهار الجسر، ولما كنا نلطم ! عكاظ
