×
محافظة الرياض

تكليف مدارس الأمجاد لتأهيل منسوبي المدارس لبرنامج الجودة والتميز

صورة الخبر

مرت الدبلوماسية السعودية منذ تأسيسها عام 1349هـ على يد الملك فيصل بن عبد العزيز ــــ رحمه الله ــــ بفترات مد وجزر، لكنها حافظت على مصداقيتها ووضوح مواقفها، مستمدة كل ذلك من مقدرة بعض الصقور الذين عملوا فيها وزراء ومسؤولين وسفراء ومندوبين دائمين في المنظمات الإقليمية والدولية.. ولعل أبرز هؤلاء الأمير سعود الفيصل الذي تولى حقيبة وزارة الخارجية عام 1395 وما زال، وهو بحق صقر الدبلوماسية السعودية بل والدبلوماسية العربية عموماً. وحينما ذكرت أن الدبلوماسية السعودية مرت بفترات مد وجزر فإنما قصدت أن الأحداث والتطورات والتحديات هي التي تتحكم في ذلك؛ ففي زمن السلم والسلام عرفت الدبلوماسية السعودية بالهدوء والتحرك الطبيعي البطيء نوعاً ما.. لكن حينما حدث احتلال العراق للكويت عام 1990 وحملت السعودية المسؤولية الأولى في تحريرها، كان لا بد من دبلوماسية نشطة وسريعة لتواكب الحدث، فكان ذلك كما هو معروف وطار ممثلو الدبلوماسية السعودية في كل الاتجاهات.. ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر عام 2001، فكانت الدبلوماسية السعودية رأس الحربة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين عندما حاولت القوى المعادية إلصاق تهمة الإرهاب بهما.. ونجحت في هذا الجهد بشكل كبير، وإن كنا ما زلنا نعاني آثار تلك الاتهامات الباطلة.. وحيث إن ما تقدم أصبح جزءاً من التاريخ.. فإن المهم هو التركيز على المرحلة الحالية، حيث التحديات الكبيرة من كل الاتجاهات حتى من معسكر الأصدقاء، وحيث تحمل السعودية راية مناصرة الشعب السوري الشقيق.. لذا فقد جاء اجتماع الدبلوماسيين السعوديين خلال هذه الأيام في الوقت المناسب، والمؤمل أن نرى نتائجه في أداء أفضل للدبلوماسية السعودية في المحافل الإقليمية والدولية وعلى المستوى الثنائي مع الدول المؤثرة في السياسة العالمية، وسيتحقق ذلك إذا توافرت عناصر عديدة، من أهمها حسن اختيار السفراء ليكون السفير صقراً، إذا حدّث أسمع، وإذا حاور أقنع، مع محاولة أن يكون معظم السفراء الجدد ــــ إن لم يكونوا جميعهم ــــ ممن عملوا في وزارة الخارجية وتشربوا الخبرة والأعراف والعادات الدبلوماسية، فهي لا تقل أهمية عن التأهيل الأكاديمي.. (وقد لوحظ الأخذ بهذا الاتجاه أخيراً).. كما أن اللغات مهمة جداً، ولذا نلاحظ أن سفراء معظم الدول الغربية والصين وإيران في العالم العربي يتحدثون العربية بطلاقة.. ويمكن للوزارة إرسال مجموعة من موظفيها المرشحين للوظائف الدبلوماسية إلى مختلف الدول لدراسة اللغات من مصادرها قبل مباشرتهم مهامهم في تلك البلدان. وأخيراً: بقي شيء مهم جداً وهو إراحة السفراء كي يتفرغوا للعمل بنفس راضية لا يشوبها قلق على الترقية والتعقيب عليها أو دراسة الأبناء، ودفع بعض رسومها من "جيوبهم" الخاصة، وتهيئة مساكن دائمة ومناسبة للسفير وكبار الدبلوماسيين، بحيث يصل كل منهم ويتجه رأساً لمسكنه المعروف سلفاً.. ولا بد مع كل ذلك من إعادة النظر في بدل التمثيل وتوفير الاعتمادات المالية كي يسهم السفير في الأعمال الخيرية والاجتماعية في البلد المضيف مثل بقية السفراء.