كثيراً ما نسمعهم يقولون: خُفّ يا رجل، أي أَسْرِع أو امْشِ، وخُفُّوا يا جماعة أي امْشُوا أو أسْرِعُوا - فَخَفَّ ضد ثَقُلَ، وبعضهم يقول: لا تَخُفّ: أي اثْقَل ولا تطيش أو تطير مع العَجَّة - فالجذر وما تصرَّف منه يستعمل حسب سياق الكلام. وهذا الاستعمال مشترك بين العاميَّة والعربيَّة الصحيحة كما في المعاجم اللغويَّة. جاء في المختار: «خَفَّ الشيء يَخِفُّ بالكسر خِفَّةً: صار خفيفاً»، وفي المصباح: «خَفَّ الشيء خَفًّا ... وخِفَّة: ضد ثَقُلَ، فهو خفيف، وخَفَّفْتَهُ بالتثقيل جعلتُه كذلك. وخَفَّ الرجل: طاش، وخَفَّ إلى العدوّ: أَسْرَع...». فمعنى الفعل: خَفَّ يعتمد على السياق والتركيب نحو: خَفَّ الشيء: قَلَّ ثقله، وخَفَّ المطر: نَقَصَ، وخَفَّ القوم: قَلُّوا، وخَفَّ على القلوب: أَنِسْتَ به وقبلته، وخَفَّ عَقْلُه: طاشَ، وخَفَّت حاله: رَقَّت، وخَفَّ إليه: أَسْرَعَ، وخَفَّ عن المكان: ارْتَحَلَ.. إلخ، كما في المعاجم اللغويَّة. ومعظم هذه الاستعمالات تشيع على ألسنة العامَّة، لذا فهي من فصيح كلامهم؛ لأنَّ لها أصلاً في العربيَّة الصحيحة؛ إذ ذُكِرت في المعاجم اللغويَّة فهي مشتركة بين العاميَّة والعربيَّة الصحيحة.