قال القيادي البارز في الحركة الشعبية الحزب الحاكم في جنوب السودان الدكتور لوكا بيونق ان نائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشارك أصبح الآن يهيمن على مواقع استراتيجية في ثلاث ولايات هي الوحدة النفطية على الحدود مع السودان، وجونقلي على مشارف العاصمة جوبا، وشرق الاستوائية على الحدود مع أوغندا. وأكد لوكا في تصريحات خاصة عبر الهاتف ل "الرياض" أمس السبت إن مشار موجود الآن في ولاية جونقلي وسط حشد كبير من قواته. وان هيمنة مشار على جونقلي تمثل مكسباً عسكرياً كبيراً، ويؤكد أيضاً أنه غنم معدات عسكرية ضخمة كانت أرسلتها حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت قبل مدة إلى هناك من أجل القضاء على تمرد "ياو ياو" تحت قيادة الجنرال بيتر قديت الذي انحاز لجانب مشار في الصراع الراهن. وقال إن تركيز مشار من أجل الهيمنة على مناطق النفط بولايتي أعالي النيل والوحدة، سيشل انسياب البترول، وسينعكس ذلك سلباً على الخرطوم وجوبا معا. وأكد أن مشار لديه قوات في ولاية شرق الاستوائية، والأنباء الواردة من هناك بحسب لوكا تقول إن هذه القوات استولت على مدينة توريت حاضرة الولاية. وأضاف لوكا قائلاً "هذا يعني قطع جميع الإمدادات التي يمكن أن تأتي من أوغندا، كما أن القوات الموجودة في شمالي العاصمة جوبا كلها في يد مشار. ونصبت قوات مشار والياً على ولاية الوحدة التي يأتي منها أغلب إنتاج الجنوب من النفط. وقالت مصادر جنوبية ل "الرياض" إن قوات مشار استولت على ولاية الوحدة، ونصبت اللواء كوني شول حاكماً مكلفاً على الولاية. وأكدت ذات المصادر أن الحاكم الجديد وجّه كلمة للمواطنين عبر الإذاعة المحلية في حاضرة الولاية بانتيو، دعاهم فيها للحفاظ على أمن المواطنين واحترام الإثنيات. واتهم الرئيس سلفا كير، وهو من قبيلة الدينكا نائبه السابق مشار، وهو من قبيلة النوير، وأقيل في يوليو بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة الامر الذي أدى الى انجراف الصراع نحو الأثنية. ويسعي وسطاء أفارقة موجودون في جوبا الى نزع فتيل الازمة، مؤكدين أنهم أجروا محادثات مثمرة مع سلفاكير، لكن مشار يقول انه لن يقبل أي محادثات من غير تنازل سلفاكير عن السلطة.