أعرف أن هناك من يضغط على مفردة ( ولو بالدم )، ليُعاقب لاعب الاتحاد أحمد عسيري، وأعرف أن هناك من يحاول اختزال الموقف في مزح ويتكئ على اعتذار اللاعب ليلطف الأجواء. ومابين الفريقين يبقى كثير من الأسئلة حول فوضى اللاعبين المحليين الفوضويين، أو ما يُعرف بالمحترفين ممن لا يقيمون وزنًا لعقودهم ولأنديتهم ولمنافسيهم وللمنافسة. أحمد مثال سيئ وقبله أمان وقبلهما أسامة، وفي الأندية المحلية أكثر من أحمد للأسف ممّن أعيوا الطبيب المداوي. لا أشك في أن تطبق لجنة الاحتراف العقوبة على اللاعب لوجود شكوى رسمية موثقة في الحادثة، ولا شك عندي أيضًا بأن تتعدد مخارج بعض الاتحاديين للشكوى أكثر من مخارج طريق الحرمين كما جرت عادتهم، والأهم من كل ذلك يقيني التام بأن لجنة الانضباط ستكون في اختبار حقيقي أول بقيادة رئيسها الجديد كون الشكوى بين ناديين كبيرين. ما بعد عقوبة اللاعب أحمد عسيري إذا ما أنقذتها الانضباط وفق اللائحة، سيأتي بأثر إيجابي، وسيجعل لغة ضبط النفس في معية اللاعبين عند الحديث في بعض وسائل التواصل الاجتماعي. لاعبو الأندية جماهيرية وغيرها معنيون بالهدوء والركادة والأداء داخل الملعب، ومعنيون أكثر بالتقيد ببنود العقد المبرم بينهم وبين النادي، ومعنيون أكثر بأن يكونوا نموذجًا وقدوة لمدرج يحفل بثقافات وأعمار مختلفة. ليس بيد الإدارة الاتحادية شيء تفعله، وما بيانها الركيك سوى محاولة بائسة لحفظ ماء الوجه في الوقت المناسب، بعد أن أكل وشرب عليها اللاعب قبل غيره. لستُ مع من تساءل عن دور الإدارة الصفراء في محاسبة اللاعب، لأنها ستفعل حفاظًا على روح المنافسة، وأجد في نفس الوقت، أن الإدارة الخضراء قدمت مثالًا مباشرًا يمكن الاستفادة منه في حفظ حقوق النادي، ولا يهمني من كل ذلك سوى أن يأتي الديربي الأنيق اليوم في مستوى تطلعات الرياضيين خاليًا مما يعكر صفوه، وأن يبدأ وينتهي بالنشيد الوطني وبتهنئة للفائز ومواساة للخاسر.