لم أر في حياتي اعتذارا أو عذرا أو توضيحا لفكرة قاتلة هو أفدح من الذنب نفسه مثلما فعل لاعب الاتحاد أحمد عسيري في تبريره للدعوة التي أطلقها في سناب شات قائلا «إن الاتحاد سيفوز على الأهلي ولو بالدم».. يا إلهي! اللاعب (الشاب) خرج أمس الأول ليقول «إن الأمر مجرد مزحة»، لكن الحقيقة تعريها الرياح الصفراء، فليست المسألة محض مجازات واستعارات وتنويعات بلاغية، بيد أن الأمر كما أراه هو أن الكلام الذي تلفظ به عسيري الاتحاد هو مثل تلك الاستخدامات اللغوية (العنيفة) في الصحافة الرياضية وفي نقاشاتنا وثقافتنا عموما، كل ذلك سببه (التربية)! فبإمكان الرياضة وبالذات (كرة القدم) أن تدلنا على مفاتيح شخصيتنا، قياسا بحجم المتابعة الشبابية الهائلة للمستديرة ونزالاتها، كونها تمثل متنفسا واحدا ووحيدا لطاقاتهم وفتوتهم ممارسة وتشجيعا، والنقطة الأخيرة أي التشجيع هي الأكثر بروزا في طرح الصحافة وآراء كتابها! فالصحفي الرياضي هو أصلا مشجع ويخاطب عقلية مشجع! لذا أرى المدافعين عن التهور العنيف في كلام عسيري هو استمرار مبطن في حض الجماهير على التشنج والإعداد لحرب لا مباراة في كرة القدم لا بد أن تنتهي في الملعب وليس بالضرورة أن تمتد خارجه، لكنني حين تابعت ردود فعل ذلك التهور أدركت أن الأمر تجاوز الملعب إلى حشد جماهيري قد ينفذ وصية اللاعب ولو عبر التخريب والتشويه وافتعال المعارك الكلامية التي قد تؤدي في النهاية إلى ليلة سوداء. إنني لا أتجنى على الاتحاديين، فعندما أستبعد أن يكون الأمر مجازا، فلأن واقع الاتحاديين يقول غير ذلك، فهذا الفريق مع احترامي لرجاله وتاريخه وبطولاته ونجومه وجماهيره لا تدري ما الذي يصيبه عندما يواجه الأهلي، من قبل ومن بعد، وفي معظم الألعاب، خاصة النزالات المصيرية.. ولعلكم تذكرون ما حدث قبل أكثر من عقد في بطولة الأندية العربية التي فاز فيها الأهلي ثم سنة 2007 عندما انتزع الفريق الراقي كأسين خلال شهر واحد من أمام غريمه الاتحاد فحولها لاعبو العميد إلى شتم وصفع، وأظن أن سنة 2011 ليست ببعيدة وما حصل فيها من تعد واضح من قبل ذات اللاعبين على زملائهم في الأهلي بل وعلى مدير النادي الأهلي الكابتن طارق كيال. وعلى نادي الاتحاد العزيز أن يركز على هذه المسألة ويهتم بتطوير عقليات بعض لاعبيه أولا قبل أقدامهم!