الدوحة - الراية: قام مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة بتنفيذ مشروع توفير الاحتياجات الطبية والإنسانية لمكفوليه، بما يمكنهم من العيش بكرامة وسلام، حيث يلبي المشروع حاجاتهم الإنسانية والطبية، ويخفف من الأعباء الاقتصادية المتراكمة على عواتقهم. وتضمن المشروع تقديم مساعدات مالية لـ 18 حالة تنوعت حاجاتها المختلفة ما بين الأدوات الطبية المساعدة كالنظارات والسماعات لمن يعانون من ضعف حاستي البصر والسمع، وكذلك المساهمة في توفير أجهزة ضرورية لأمراض مزمنة، ودفع تكاليف العلاج، وتدخلات أخرى. وأجرى طاقم قطر الخيرية زيارات ميدانية للحالات للتحقق من توثيق عملية تنفيذ المشروع والاستفادة التامة من تلك الوسائل المختلفة، بما فيها الأجهزة والمعدات وتوفير الدواء وغير ذلك. وبفضل تلك المساعدات تغير حال مسعود خليل مريش "52 عاماً" والذي كان يعاني أزمة في التنفس مزمنة، جعلته مضطراً للمبيت في المشفى لأيام طويلة، بسبب حاجته الملحة للتنفس الاصطناعي، وقد أصبح اليوم في غنى عن ذلك بعدما وفرت له قطر الخيرية طاقة بديلة تعينه على تشغيل جهاز التنفس الاصطناعي داخل منزله. وقد مكَّن جهاز (يو بي إس) الذي وفرته قطر الخيرية مسعود خليل مريش من تشغيل جهاز التنفس دون التأثر بانقطاع التيار الكهربائي الذي يزيد انقطاعه يومياً على 12 ساعة، ليعيش بين أحضان أسرته، بعد أن كان يقضي جل وقته راقداً على أسرة المستشفيات. وأعرب مريش عن شكره لقطر الخيرية على ما قدمته له من مساعدة مكنته من الحياة بصورة مستقرة بين ذويه، منوهاً إلى أن هذا الأمر جعله أكثر اطمئناناً على نفسه وعلى عائلته، مؤكداً أن مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة لم يدخر جهداً في مساعدة كل مكفوليه. ويضيف: كنت أعتمد سابقاً على أسطوانة الأكسجين في التنفس عندما ينقطع التيار الكهربائي، وبعد فترة وجيزة كانت تنفد الأسطوانة وليس بمقدوري دفع ثمن تعبئتها مجدداً، لهذا كان أبنائي يصحبونني إلى المشفى وأرقد هناك أياماً وليالي، فشكراً لقطر الخيرية التي جاءت لتعينني وأمثالي من المرضى والمحتاجين. العلاج البديل وأكد المهندس محمد أبو حلوب مدير مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة، أن هذا المشروع يأتي انسجاماً مع مبدأ تعزيز التكافل والتراحم وتلمس احتياجات المكفولين، مشيراً إلى أن المشروع يسهم أيضاً في التخفيف من العبء المالي الملقى على كاهل المكفولين المرضى بفعل الحالة الاقتصادية المتردية التي تعانيها هذه الفئة. وأوضح أنه واجه بعض المستفيدين صعوبة في توفير بعض أنواع من العلاج لعدم توفرها بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، ما استغرق وقتاً أكثر في البحث عن العلاج البديل. وفي نفس السياق عبر المستفيدون عن بالغ سعادتهم نتيجة الاستفادة من العلاجات المقدمة والخدمات الطبية، مقدمين شكرهم لقطر الخيرية على الجهود التي تبذلها لصالح الأسر الفقيرة المحتاجة، وكذلك جهودها الجبارة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الأخير الذي تعرض له من قبل الاحتلال. محاربة الأوبئة تجدر الإشارة إلى أن مكفولي قطر الخيرية في قطاع غزة قد بلغ نحو 7270 مكفولاً، بينهم 5901 يتيم، و803 أسرة فقيرة، و492 معاقاً، والبقية من بين الطلبة والدعاة والمحفظين. كما أن قطر الخيرية كانت قد أعلنت منذ الأيام الأولى للاعتداء على غزة عن تخصيص مبلغ 20 مليون ريال لإعادة إعمار ما هدّم من بيوت السكان المدنيين، وللاحتياجات الإغاثية الأخرى من غذاء ودواء وغيرها. توسيع المركز الصحي كما قامت قطر الخيرية في الفترة الأخيرة بتوسيع المركز الصحي"الدرج" التابع لمشروع الشفاء، والذي يهدف إلى الحد من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة وكذلك تقديم خدمات صحية أساسية للفئات المعوزة ورفع مستوى الوعي الصحي. وقد تمَّ تمويل المشروع من قبل قطر الخيرية بتكلفة بلغت 500,000 ريال، وذلك ضمن أهداف قطر الخيرية الرامية إلى مساعدة الإخوة الفلسطينيين والحد من معاناتهم من ممارسات الاحتلال. وتضمن المشروع إنشاء طابق علوي بمساحة 350 متراً مربعاً للمركز الصحي مع توفير جميع المستلزمات الإنشائية، بما يخدم القطاع الصحي عموماً في قطاع غزة وشريحة أوسع من الجمهور المتلقي للخدمة.