نفى القائد الجديد لجيش الإسلامأبو همام البويضاني الانسحاب من الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياضالذي انعقد مطلع الشهر الجاري، وبتمثيل هو الأوسع لمختلف أطياف المعارضة السورية. وفي أول تصريح له بعد تسلمه قيادة جيش الإسلام خلفا للقائد السابق زهران علوش الذي اغتيل قبل أيام بريف دمشق، قال البويضاني في حديثللجزيرة نت "موقفنا لم يتغير بعد استشهاد علوش, وقرارنا ليس ردة فعل ولن نغرد وحدنا خارج السرب, ولن نتخذ موقفا مصيريا بشكل منفرد دون التشاور مع الشركاء". ولتلبية دعوة الأمم المتحدة لاستكمال مسار التفاوض بين المعارضة والنظام السوري، اشترط البويضاني ضرورة وقف قوات النظام وحلفائه قصف المناطق المدنية, مؤكدا أن مثل هذه الشروط ليست جديدة أو رد فعل على اغتيال علوش, بل هي من صلب البيان الختامي لمؤتمر الرياض. وكان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا حدد الـ25 من يناير/كانون الثاني المقبل موعدا لعقد أولى محادثات السلام بين الأطراف السورية بجنيف في سويسرا. مخرجات "الرياض" ويتضمن البيان الختامي لمؤتمر الرياض مجموعة مقررات إجرائية وأخرى تشكل عقدا سياسيا بين القوى الموقعة عليه, ومن بينها تشكيل فريق للتفاوض مع ممثلي النظام مقابل تنفيذ النظام السوري إجراءات تؤكد حسن النوايا قبل بدء العملية التفاوضية. جانب من جلساتمؤتمر الرياض(الجزيرة) ومن بين هذه الإجراءات فك الحصار عن المناطق المحاصرة ووقف قصف التجمعات المدنية بـ البراميل المتفجرة وغيرها, ووقف أحكام الإعدام الصادرة بحق السوريين، وعودة اللاجئين. ورغم نفي البويضاني الانسحاب من العملية السياسية، أصدرت كبرى الفصائل المسلحة بالشمال السوري بيانا مشتركا نعت فيه علوش، داعية قيادة جيش الإسلام إلى المضي قدما في العمل العسكري. كما تعهدت تلك الفصائل"بالاستمرار في القتال حتى تحرير البلاد من النظام والعصابات التي استقدمها ومن ضمنها داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)". "انتصار الإرهاب" وفي تصريح خاص للجزيرة نت، وصفالقائد العام لكتائب نور الدين زنكي -أحد أبرز الفصائل المقاتلة بالشمال السوري والموقعة على البيان المشترك- اغتيال علوش بأنه "انتصار للإرهاب وليس محاربة له كما تدعي روسيا وحليفها بشار الأسد". وأضاف محمد سعيد المصري أن "روسيا بانحيازها التام والعلني للنظام واشتراكها بقتل السوريين تعرقل أي عملية سياسية" مطالبا الدول الراعية للعملية السياسية "بإجبار قوات النظام على وقف القتل كشرط رئيسي للدخول في مفاوضات جدية وفق مخرجات مؤتمر الرياض, وإلا فإن الحديث عن أي حل سياسي عبث وضرب من الخداع". وكانت قوات النظام السوري أعلنت في بيان رسمي تبنيها لاغتيال علوش بعد قيامها بما وصفته بعملية جوية نوعية, إلا أن المعارضة السورية حملت مسؤولية الاغتيال لروسيا. وأشارت المعارضة إلى أنها دأبت منذ اليوم الأول لتدخلها العسكري على استهداف فصائل مسلحة"قد تكون جزءا من الحل السياسي أو تقبل به" الأمر الذي يرجح -وفق المعارضة- مراهنة موسكو والنظام السوري على الحل العسكري على الأرض بخلاف ما تبديه وتعلن عنه بالمحافل الدولية.