هناك جنود على أرض القتال تجرعوا مرارة فراق أهاليهم وأحبائهم سعياً في تحقيق ما عجزت عنه شعوب ودول، ومطلب ضروري في تكوين حياة طيبة وعيش رغيد، يسعون دائماً في تحقيق الأمن والأمان الكامل لكل من هو قاطن في هذه الأرض المباركة بعد توفيق الله ونصره، أبطال سوف تسطر أسماؤهم بحروف من ذهب مدونة في كتب التاريخ مرصعة بالألماس ومعطرة بالمسك والعنبر، قصص خالدة سيتذكرها أجيال عديدة بإذن الله. ولكن!! هناك جنود استلقت على شواطئ الغفلة والكسل ولم تحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن عقول وإنجازات الوطن وهم جنود الفكر الذي يكمن في كل شخص متعلم موقن أن الفكر السليم هو الأساس والسلاح الرادع، فعندما يكون هناك جنود في أرض القتال تستعمل المدافع والصواريخ والأعيرة النارية فهنا جنود لابد منها أن تستخدم سلاح الفكر في مواجهة كل فكر ضال ومنحرف يستهدف شباب وبنات هذا الوطن العظيم، فالفكر الضال دائماً ما يجعل جهود أبطالنا في أرض المعركة يذهب سدى لو انتشر واستفحل في العقول ويخلق حالة من الظلام الدامس يحجب أي جهد أو إنجاز وانتصار يُحقق. فإذا كان هناك جنود في أرض القتال فهنا جنود مقاتلون في أرض الفكر لابد منها أن تستيقظ وأن تسعى في تنظيف بعض العقول الصغيرة والمريضة وتسعى إلى تنمية العقول الناشئة بنشر الفكر السليم والصحيح وتبيّن وتفضح الأفكار الضالة وما تسعى إليها من هدم لمبادئ الرحمة والسلام ونشر للرذيلة والهوان بين صفوفنا وخلقهم لأفكار تُستمد من رائحة الدم في كل عقل لا يميز بين خاطئ وبين صائب أو في عقول غائبة. فلابد منا أن ننهض ونكون صدا منيعا لرد وردع كل فكر يحاول تسميم وتنجيس عقل كل فرد من أفراد الوطن ونوقظ كل جندي نائم في سبات عميق ففي الأخير نحن جنود الفكر فسلاحنا القلم ودرعنا الكلمة. خلاصة القول «إن قوة الكلمات تفوق أي قوة توصل لها الإنسان كالكهرباء أو الطاقة النووية لذلك كانت كلمات العلماء والأدباء والمشاهير والشعراء ورجال الأعمال والنقاد والمحللين أقوى من أي قوة على وجه الأرض، فالكلمة تصنع فكراً سليماً ونقياً وبالكلمة يصنع الإرهاب والفكر الضال».