أختلفُ تمامًا مع تلك القاعدة التي تقول إن بطل الشتاء غالبًا ما يكون هو نفسه بطل الدوري، وإن كانت لغة الأرقام تؤكّد مصداقيتها؛ لكننا هذه المرة نتعامل مع بطل شتاء مختلف، فهذا البطل يصارع هذه البطولة لفترة زادت عن 30 عامًا، حتى أن معظم مشجعي الأهلي -وعلى رأسهم كاتب هذا المقال- لم يشهد فريقه يعتلي منصة التتويج بلقب الدوري. اسمحوا لي أيضًا أن أختلفَ مع أولئك الذين يشكّكون في صدارة الأهلي، ويصفونها بالصدارة الناقصة، ويقسّمون بطولة الشتاء مناصفة بين الأهلي والهلال؛ حتّى أن كبيرهم ظلّ يخاطب لجنة المسابقات؛ لتغيير نظامها الخاص بأفضلية المواجهات المباشرة، وكأنه نظام جديد لم يكن مطبّقًا في المواسم الماضية، ولا أدري لماذا يصرخ هذا وغيره الآن، مطالبين بتغيير النظام، مع أننا لم نسمع أصواتهم في مواسم ماضية، ظل فيها التعادل بالنقاط محتدمًا حتى الجولات الأخيرة. استحق الأهلي بطولة الشتاء بجدارة، دون غيره. فالفريق الذي يلعب كل مباراة في غياب 3 أو 4 من عناصره الأساسية، والفريق الذي يلعب بلا محترف أجنبي لجولتين أو ثلاث، والفريق الذي يلعب الدور الأول كاملاً بمحترفين اثنين فقط، والفريق الذي هزم منافسه الأوحد على الصدارة، وتخطى بقية الفرق -كبيرها وصغيرها- بلا خسارة، لابد أن يكون بالفعل بطل الشتاء بلا منازع. في كل مرّة يتوقّف فيها الدوري تكون هناك فرق مستفيدة من هذا التوقف، وأخرى متضرّرة، لكن في هذه المرة لا أرى أيّ استفادة من هذا التوقف، الذي سيضر بكافة الأندية، ولو كنت أرى طرفًا مستفيدًا فسوف يكون العنصر الأجنبي الذي ستستقطبه الأندية في فترة الانتقالات الشتوية. * في خضم هذا الشتاء البارد يتجدّد ديربي الغربية؛ ليشعل الأجواء بين الراقي والعميد في بطولة كأس ولي العهد التي قد تهم الاتحاديين أكثر من جيرانهم، كون الاتحاد فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري -من وجهة نظري- فهل سيكون للنمور كلمة بعد صمت طويل، أم أن الكلمة ستكون كالعادة لنجوم بطل الشتاء؟. ammarbogis@gmail.com