×
محافظة المنطقة الشرقية

في عيد ميلاده.. فلافيو لـ في الجول : الأهلي وحشني

صورة الخبر

أخيراً عام 2016 حيث يكتمل القرن على معاهدة سايكس- بيكو وسقوط الامبراطورية العثمانية والثورة العربية الكبرى، وكأن ما يحدث الآن في العالم العربي هو حصاد قرن دار العرب فيه حول أنفسهم كثيراً وراوحوا وتقدموا خطوة وتراجعوا خطوات. فكيف سيكون احتفالنا القومي بهذه الذكريات؟ هل نواصل لعن السيدين سايكس وبيكو أم نبكي على أطلال ما أنجز وهو بالطبع لصالح بلدانهم التي أصدرت خلال القرن الماضي عدة طبعات جديدة ومزيدة من الاستشراق ومعاودة السطو والهيمنة لكن بذرائع جديدة تليق بما يسمى مرحلة ما بعد الحداثة، تماماً كالحروب التي جددت تقنيتها وأسلحتها لكنها لم تجدد استراتيجياتها إلا بالقدر الذي يلائم المتغيرات. فكان التلاعب بالأسماء أحد أدوات هذه الحرب، لأن منها ما جاء بذريعة التحرير ودمقرطة الشعوب المبتلاة بين سندان الدكتاتوريات المحلية ومطرقة الغزو، فهل سيقدم عام واحد فقط خلاصة قرن؟ وهل كان هذا التزامن بين الربع الأول من القرن العشرين والربع الأول من هذا القرن مجرد مصادفة؟ أم أن هناك قوى تخطط بدقة لما سيحدث في ضوء معطيات يتم إخضاعها لخبراء الاستراتيجية وما بعدها؟ ينتهي عام 2015 وقد يكون أقسى الأعوام منذ بداية هذا القرن وقد تم تبديل أولويات وتغيير شعارات وأصبح المناخ ملائماً حتى لتغيير الأعداء والحلفاء. ولو أصدر كاتب عربي قبل عدة عقود رواية بعنوان 2016 على غرار رواية أورويل 1984 وتنبأ فيها بما يجري لربما أدخل رغماً عنه إلى مصح نفسي، لكن ما من روائي أو غير روائي رأى عن بعد ما يحدث أو شم رائحة هذا الفحم البشري. وبعيداً عن النبوءات فإن المقدمات إذا قرئت بعناية لا بد أن ترشح منها النتائج أو ما يوحي بها على الأقل. والمفارقة في هذا السياق هي أن من كتبوا في وداع القرن العشرين بشيء من الشماتة لم يخطر ببالهم واحد بالألف ما يحدث الآن، ولعل من بقي منهم على قيد الحياة يتمنى حذف توقعاته المتفائلة من أي أرشيف تصل يده إليه.