×
محافظة المنطقة الشرقية

أسعار النفط تهبط قرب «37» دولاراً للبرميل

صورة الخبر

في أول يناير/كانون الثاني الماضي، كان فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني أكثر الأشخاص سعادة على وجه الأرض، فقد كان رئيس النادي الملكي مزهواً بالفخر بعد أن حقق فريقه سلسلة انتصارات تاريخية، بلغت في تلك الفترة 22 مباراة متتالية، إضافة إلى تتويجه بلقب مونديال الأندية والتوقعات التي تنبأت له بمستقبل باهر، بيد أنه، وبعد مرور 12 شهراً من ذلك التاريخ لم تبق أي ملامح من كل ما ذكر. تنامى إلى مسامع رئيس النادي المدريدي في ديسمبر/كانون الأول الجاري داخل معقل فريقه صيحة أفزعته: ارحل فلورينتينو، لتنقلب جماهير ريال مدريد على هذا النحو، وبشكل مفاجئ على رئيسها القديس فلورينتينو بيريز، صاحب الأحلام الوهمية. ويتذكر الجميع يوم 27 فبراير/شباط 2006 عندما اضطر بيريز إلى الاستقالة من منصبه أمام ظروف مماثلة، بعد أن عجز عن مواجهة الكثير من العقبات آنذاك. وليس من السهل شرح وتفسير ما حدث في هذه الرحلة التي بدأت من السماء، حتى وصلت إلى الجحيم، فلم يكن هناك فريق أكثر إثارة للإعجاب من ريال مدريد في يناير/كانون الثاني الماضي، بفضل نتائجه المذهلة وكرته الرائعة، حيث كانت اللغة السائدة هي الأهداف والانتصارات والفنيات العالية والإشادة، حتى أن الصحافة الإسبانية كانت تتساءل: هل هذا هو أفضل فريق في تاريخ ريال مدريد؟. لكن فريق المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي أخذ في التراجع ببطء، ومن دون توقف حتى وصل إلى نهاية الموسم الماضي خاوي الوفاض من أي ألقاب. وفي المقابل، ومن أجل أن تتعاظم أوجاع ريال مدريد، رسم برشلونة مشواراً مميزاً بعد أن مر في يناير/كانون الأول بأزمة كبيرة كادت تطيح بمديره الفني لويس إنريكي، لكنه نجح في نهاية الموسم بالفوز ب ثلاثية مثيرة، حيث توج بألقاب بطولات دوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني وكأس الملك. وكان السؤال الذي يدور في خلد الكثيرين بعد إنجازات برشلونة هو: هل يتحلى بيريز بالصبر على أنشيلوتي أم ينتصر لنظرته المعتادة للأمور ويقيل المدرب الإيطالي؟، لكن ما حدث هو الافتراض الأخير بالطبع. وكان قرار الإطاحة بأنشيلوتي يحمل الكثير من المخاطر بالنسبة لبيريز، قاهر المدربين، وذلك لأن أنشيلوتي كان يحظى بدعم نجوم الفريق في المقام الأول، وثانياً لأن الرئيس المدريدي اتخذ قراراً ضد رغبة جماهيره، حسبما كشفت استطلاعات الرأي آنذاك، وأخيراً بسبب هوية المدير الفني الجديد. ووقع اختيار بيريز على رافايل بينتيز، المدرب الذي يختلف كلياً عن أنشيلوتي، فقد أسس المدرب الإسباني سيرته الذاتية اعتماداً على كرة قدم لا تعترف إلّا بالنواحي البدنية، وعلاقات متوترة مع اللاعبين. ولم يبدأ الموسم الجاري بالشكل الذي تمناه بيريز، إضافة إلى أن إحدى مراحل مسابقة الدوري زادت من أزماته، عندما فاز برشلونة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على ريال مدريد برباعية نظيفة على ملعب سانتياجو بيرنابيو بعد أن قدم أداء رائعاً أمام منافس ألجمته الصدمة. ولم تنتظر جماهير ريال مدريد حتى نهاية تلك المباراة وبدأت في إطلاق الصيحات: ارحل يا فلورينتينو. ولم تشهد الأمور تحسناً في الشهر الأخير من العام، وراحت الصحافة الإسبانية برمتها تتحدث عن إقالة غير بعيدة لبينتيز، ولكن ماذا بعد؟ سيصبح بيريز بعد هذا القرار المرتقب المتسبب الرئيسي في إحباط الجماهير إذا لم يعد الفريق إلى المسار الصحيح. ويضاف إلى كل ما سبق حلقات أخرى من الإخفاقات مثل فشل التعاقد مع الحارس الإسباني دافيد دي خيا، بسبب إحدى الوثائق التي لم تصل في موعدها والخروج من بطولة كأس الملك بسبب إشراك اللاعب الروسي الموقوف دينيس تشيرشيف. وتمثل هذه الأحداث ألغازاً يصعب تفسيرها داخل مؤسسة تبلغ ميزانيتها 600 مليون يورو، الأمر الذي أضر كثيراً بصورة النادي.