تابعت يوم أمس الأول بانبهار خبر إعلان نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، والبدء في بناء ملعبه الجديد 61 ألف مقعد، بالإضافة إلى 450 من مسكن ومكتب جديد وفندق ويضم 150 غرفة وواحد من أكبر الأسواق المركزية (سوبرماركت) في بريطانيا، والذي سينتهي العمل به عام 2018 م ليحل مكان الملعب الحالي وايت هارت لين 36 ألف متفرج، وفي نفس السياق قالت صحيفة الديلي ميل في تقرير لها (إن الملعب الجديد سيستضيف مباريات للعبة كرة القدم الأمريكية مقابل 10 ملايين سنويا، وذلك بجانب مباريات كرة القدم وسيبلغ تكلفة الملعب الجديد 400 مليون إسترليني) وهذه المفارقة لتلك العملية الاستثمارية الرياضية توضح مدى الفارق بين طموحنا وطموحهم الطويل المدى والذي يحدده المستوى الاقتصادي لاعضاء مجالس الادارات وليس المستثمرين ذاته!! والفرق الشاسع بين تفكير وطموح أوروبا والعرب شجعني على البحث عن كيفية التمويل لبناء مثل هذا الاستاد الضخم والذي يشكّل تحدياً بالنسبة لنادي توتنهام هوتسبر وامكانياته في ظل أجوائه المالية الراهنة، فاتضح أن الجزء المهم من هذا التمويل كان هو إيجاد جهة راعية وقد تم تحديد منطقتي الشرق الأوسط والشرق الأقصى كمكانين محتملين لشريك كهذا وبالذات لمن لديهم أسماء تجارية ناشئة تبحث عن الانتشار في الأسواق العالمية (خصوصا وان جمهور الدوري الممتاز الانجليزي يبلغ نحو 4.77 مليار شخص في كل موسم، ويعد نادي توتنهام نادي اليهود الأول في انجلترا وأحد أفضل خمسة نوادي في المنافسة من حيث التغطية التلفزيونية لمبارياته) وبالفعل اجريت عشرات الشركات في الخليج محادثاتها مع النادي اللندني حول الاستثمارات في ملعبه الجديد ومحاولة بيع حقوق التسمية فيه والبحث عن جهة تتولى رعاية قمصان الفريق!! حيث ذكر المدير التنفيذي لتوتنهام بول باربر أن النادي دخل في محادثات مع 3 أو 4 شركات في دبي فضلاً عن شركات في أبوظبي والبحرين وقطر والكويت وعمان للاستفادة المادية من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الدوري الممتاز في الخليج ونجحوا في ذلك!! نقطة شديدة الوضوح أسئلة كثيرة تظل مطروحة لدى فئات من الجمهور الرياضي العربي وحتى الأجنبي، لماذا يساهم هؤلاء الأثرياء العرب وشركاتهم بأندية كرة القدم الأوروبية في وقت تعيش الكثير من أندية بلدانهم أوضاعا مزرية؟