أوصت دراسة حديثة بالتوسع في تخصصات البرامج التدريبية التقنية والمهنية المنفذة في السجون باستحداث تخصصات مهنية وتدريبية جديدة للسجناء والسجينات في مقدمتها صيانة الجوالات والأجهزة الإلكترونية وإصلاحها، والطباعة للرجال، والتطبيقات المكتبية والشبكات والبرمجة للنساء. وبحسب الدراسة التي أجريت بهدف تقييم نظام التدريب المهني الذي تنفذه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في السجون بالعمل مع المديرية العامة للسجون، فإن إدراج هذه التخصصات يأتي تلبية لرغبات السجناء من جهة، واحتياجات قطاعات العمل من جهة أخرى. الدراسة ذاتها التي حملت عنوان "تقييم التدريب المهني بالسجون " وصدرت عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني خلال العام الحالي 2015م أوصت بإنشاء مصانع مهنية ملحقة بالسجون، مبينة أن نحو 82 في المائة من المتدربين الملتحقين ببرامج التدريب المهني في السجون لم يسبق لهم التدريب قبل دخول الإصلاحية، ومن التحديات التي تواجه العملية التدريبية أن المتدربين أصحاب مدة المحكومية القصيرة بحاجة إلى مزيد من التدريب المهني لتأهليهم لسوق العمل الخارجي. وتشير الدراسة إلى أن التعاون مع المؤسسات المهنية ودعوتهم لإنشاء مصانع وورش ومراكز مهنية فرعية ملحقة بالسجون فضلاً عن مصانعهم الخارجية؛ سوف يزيد من ثقة المتدربين بأنفسهم وسيعود عليهم بالنفع المعنوي والمادي أيضاً. كما كشفت الدراسة عن إبداء رجال الأمن العاملين في السجون تقييمًا مرتفعًا جدًّا للتغيرات السلوكية التي طرأت على السجناء بعد التحاقهم بالتدريب المهني المُنفذ في السجون، وأن النسبة الكبرى من المتدربين المُطلق سراحهم ينظرون بشكل إيجابي تجاه برامج التدريب المهني في السجون وذلك تجاه المدربين خصوصاً، وما يتمتعون به من مهارات وقدرات ساعدت المتدربين على اكتساب المهارات العملية. وطالب عدد كبير من المتدربين داخل السجون – وفقاً للدراسة – بتفعيل برنامج نوعي إرشادي لمساعدتهم على اختيار التخصص المهني قبل بداية البرنامج، وما يتعلق بخدمات التوجيه المهني لاختيار التخصص في بداية عملية اختيار التخصص والتسجيل، وإقامة لقاءات ومحاضرات مفتوحة، ومعارض عن التخصصات المهنية المتاحة، أو إعداد مجلة توعوية تُعين المتدرب على اختيار التخصص المهني الملائم له.