حالة من الترقب والحذر تسود كثيرا من العواصم الأوروبية، قبل ساعات من الاحتفال بالعام الجديد، وذلك في ظل مخاوف لدى البعض من الأوروبيين من وقوع أي عمليات إرهابية خلال الاحتفالات، ولتفادي ذلك أعلنت السلطات الأمنية في كثير من دول التكتل الأوروبي الموحد عن تشديد للإجراءات الأمنية، بينما اكتفت دول أخرى ومنها بلجيكا بحالة التأهب الأمني الموجودة منذ فترة ومستمرة في الوقت الحالي. ولكنها عادت وقالت إنه قرار مبدئي ويخضع للتقييم بشكل مستمر. وعلى الرغم من إعلان عمدة العاصمة بروكسل عن تنظيم الاحتفالات واستخدام الألعاب النارية في ظل إجراءات مشددة، فإن كثيرا من رؤساء الأحياء والسلطات المحلية في عدة بلديات قريبة من بروكسل قررت إلغاء الاحتفالات في ظل التهديدات الأمنية القائمة ولتفادي أي مخاطر. وفي منتصف الشهر الحالي، تقرر الإبقاء على حالة الاستنفار الأمني الحالية في بلجيكا تحسبا لأي تهديدات إرهابية، وهي حالة استنفار من الدرجة الثالثة، وهي الدرجة الأقل مباشرة من حالة التأهب القصوى، وسوف يستمر الوضع الحالي حتى انتهاء الاحتفالات بالأعياد ورأس السنة الميلادية الجديدة. هذا هو القرار الذي صدر عن مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي البلجيكي، وأكده مكتب وزير الداخلية جان جامبون في بيان. وجاء فيه أنه قرار مبدئي، وسوف تخضع الحالة للتقييم بشكل مستمر من جانب مركز إدارة الأزمات والجهات الأمنية المختلفة. ومن جانبه، أعلن عمدة بروكسل إيفان مايور أن الاحتفال التقليدي بالعام الجديد من خلال الألعاب النارية في سهرة نهاية العام سيقام في موعده ولكن في ظل إجراءات أمنية مشددة، وطالب السكان بالحضور إلى مكان الاحتفال دون أي حقائب يدوية أو متعلقات أخرى. من جانبه قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون إن بلاده واجهت مخاطر حقيقية، وكانت هدفا لهجمات إرهابية على غرار ما وقع في باريس الشهر الماضي، ولهذا السبب تقرر رفع حالة الاستنفار الأمني وقتها إلى الحالة القصوى، وبالتالي «نجحنا في إحباط المخطط الإرهابي»، بحسب ما ذكره الوزير في تصريحات للتلفزة البلجيكية. وتشدد الدول الأوروبية إجراءاتها الأمنية إثر معلومات مخابراتية أجنبية عن احتمال وقوع اعتداءات في أوروبا، خلال فترة أعياد الميلاد، فقد أعلنت الشرطة النمساوية، السبت، أن ما وصفته بجهاز مخابرات صديق حذر كثيرا من العواصم الأوروبية من وقوع هجمات إرهابية قبل مطلع العام الجديد. وذكرت شرطة فيينا، في بيان، أن التحذيرات ذكرت أسماء كثير من المهاجمين المحتملين، لكن لم يصل التحقيق فيها إلى نتائج ملموسة. وأضافت هذه التحذيرات أن الهجمات قد تقع عبر إطلاق نار أو تفجير. وفي ألمانيا، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الوزارة لا تعلق على مواقف محددة لأسباب تتعلق بالعمليات، مضيفا: «ألمانيا لا تزال في مرمى إرهاب المتشددين». وأشار إلى أن البلاد راجعت إجراءات أمنية وأقرتها بعد هجمات باريس. أما فرنسا فهي في حالة تأهب قصوى منذ الهجمات الإرهابية التي شهدتها الشهر الماضي، إذ أصدرت الشرطة تعليماتها بالبقاء على درجة الحذر، خصوصا حول الكنائس. وفي بريطانيا قالت شرطة العاصمة إن التهديد من الإرهاب الموجه إلى المملكة المتحدة «حقيقي وجدي»، محذرا من أن «الإرهابيين يمكن أن يستهدفوا بريطانيا في أي وقت وفي أي مكان دون سابق إنذار». وتأتي التحذيرات بعد 6 أسابيع من هجوم شنه مسلحون على مواقع عدة في العاصمة الفرنسية باريس، أسفر عن مقتل 130 شخصا. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وكان البابا فرنسيس دعا العالم، في رسالة عيد الميلاد، الجمعة الماضي، إلى الوحدة لإنهاء فظائع المتشددين، التي قال إنها تتسبب في معاناة هائلة في دول كثيرة. وألقى بابا الفاتيكان رسالة عيد الميلاد الثالثة له منذ انتخابه في 2013 وعنوانها «إلى المدينة وإلى العالم» من الشرفة الرئيسية بكاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان، وسط إجراءات أمنية مشددة. وجرى تفتيش حقائب آلاف الأشخاص لدى دخولهم الفاتيكان، وخضع من أرادوا منهم الوصول إلى ميدان القديس بطرس لتفتيش مماثل لما يحدث في المطارات. وشارك في تأمين المناسبة رجال شرطة مكافحة الإرهاب الذين تسلحوا بالبنادق الآلية.