لم تمض 24 ساعة على احتفال أهالي المجمعة، بحصول محافظتهم على «نصيب الأسد» (18ملم) من كميات الأمطار التي منَّ بها الله تعالى على منطقة الرياض نهاية الأسبوع الماضي، إلا ووجدوا أن المخزون الذي خلف السد الجديد، تحول إلى وهم وسراب، بعدما اكتشفوا أنه تم تفريغه بالكامل، ليحرم المزارعين من كميات تقدر بنحو 500 ألف م3. وما «زاد الطين بلة» أن تفريغ منسوب المياه الذي يصل إلى خمسة أمتار، لم يكن مدروسا ولا بتخطيط من أحد، بعدما أعلنت إدارة المياه على لسان مديرها المهندس خالد الفرهود لـ «عكاظ» أنها لم تفرغ المخزون، ولم تعط أي أوامر بفتح البوابات، بل اعتبرت القضية «جنائية»، مؤكدة: «هناك أياد خفية عبثت بالبوابات، والأمر بفعل فاعل»، لافتة إلى تحويل الملف إلى شرطة المجمعة «التي باشرته، وحررت محضرا بالواقعة يوم الجمعة الماضي». لكن الأغرب أن تسرب المياه ليس جديدا على سدود المجمعة التي لم يحتفل سدها الجديد بمرور خمس سنوات على إنشائه، إذ قبل أيام وتحديدا مع بداية ديسمبر الجاري -صفر الماضي-، أعلنت إدارة المياه إلزامها مقاول السدود «بإصلاح» عبارة السد القديم التي تعرضت للكسر ما تسبب في تدفق مياه السد خارجه، لكنها لم توضح ما إذا كان الكسر طبيعيا بسبب اهتراء العبارات أم أنه «بفعل فاعل». كما سبق أن انهار السد الجديد الذي تبلغ تكلفته 20 مليون ريال، خلال إنشائه عام 2008، ما فتح الكثير من علامات الاستفهام حول قوة السد وإنشاءاته ومعايير السلامة في أجزائه. لكن هذه المرة كانت إدارة المياه واضحة بالتأكيد على «العبث بالبوابات»، مضيفا فرهود «نتبع برنامجا محددا في عمليات فتح وإغلاق عبارات السد، وذلك للاحتفاظ بالمخزون المائي إلى الأوقات التي تحتاجها المزارع، ولكننا الآن فوجئنا بمن فتح البوابات عنوة، سواء شخصا أو أشخاصا، وإفراغ المياه المخزنة فيه بالكامل». إلا أن إدارة المياه لم تكشف لـ «عكاظ» آلية فتح البوابات، في السد الجديد، وما إذا كانت إلكترونية أم مازالت تعتمد على ما يعرف بـ «العجلات اليدوية». قنوات التصريف.. صمام الأمان تعد قنوات التصريف المائي للسدود، أو ما يسمى المفيض أو المسيل المائي، من أهم أجزاء السد، والتي تهدف إلى تصريف المياه التي تعلو مناسيبها على المنسوب الأعلى للخزن في السد. وهي عبارة عن فتحة أو فتحات لتحويل أو لتصريف مياه الفيضان الزائدة من بحيرة التخزين لمنعها من أن تتجاوز حد الامتلاء مما قد يتسبب في إحداث أضرار بالسد، وتعتبر بمثابة صمام الأمان للسد. ويقع المسيل في مقدمة السد أو الخزان المائي، ويقسم إلى نوعين أولهما القابل للتحكم والذي يسمح عبر بواباته بالفتح، لتنطلق مياه الفيضانات الزائدة على منسوب السد، فيما الثاني غير قابل للتحكم، وهو غير مسيطر عليه، ولا يملك بوابات فترتفع المياه فوق حافة السد أو قمة، ويبدأ المسيل إطلاق المياه حالة وصولها الحد التصميمي بدون سيطرة. ... سعته 5 ملايين متر مكعب اختير سد المجمعة الجديد بعناية ليحتفظ بكميات مياه تصل إلى أكثر من 5 ملايين م3، على امتداد طوله البالغ 400م، وارتفاعه البالغ 15م من بطن الوادي. ويعرف وادي المشقر الذي يقع عليه السد، بغزارة مياهه وسيوله، الأمر الذي يساهم في توفير كميات كبيرة من المياه بدلا من ضياعها هدرا. وحسب المعلومات الإنشائية التي حصلت عليها «عكاظ»، يقع على يمين السد مفيض بطول 11 مترا، وبعرض 57 مترا، ليكون في حالة زيادة المياه بالسد هو المنفذ للمياه لتحاشي الضغط على السد. وجاء بناء السد الجديد مراعيا لأربعة أهداف أبرزها توفير أكبر قدر ممكن من المياه الجوفية، والاستفادة من مياه الأمطار التي ترتكز كثيراً في تلك المنطقة، وتعزيز الأوضاع المائية للمناطق الزراعية في المحافظة من خلال سعة السد، والحد من ضياع المياه المنحدرة من الأودية الكبيرة، والاستفادة منها داخل المنطقة.