بيروت: نذير رضا جدّد مسيحيو فريق 14 آذار موقفهم الداعم للثورة السورية، ورفضهم إدخال موضوع الوجود المسيحي في الشرق في السياسات الضيقة، منتقدين المتمسكين بنظام الرئيس السوري بشار الأسد «الذي لم يقصر في التنكيل بالمسيحيين في لبنان»، بحجة «حماية الأقليات». وتأتي هذه التصريحات على خلفية تحذيرات أطلقها سياسيون مسيحيون مؤيدون لدمشق، من أن يقصي النفوذ المتنامي للإسلاميين، مسيحيي سوريا عن خارطتها الجغرافية، مستشهدين باختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، و12 راهبة، مطلع هذا الشهر، من معلولا بريف دمشق، فضلا عن اقتحام البلدة المسيحية التاريخية مرتين منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وبرز تيار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في مقدم المتخوفين من تأثير سقوط النظام السوري على الوجود المسيحي في الشرق. وشدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، أمس، على أن سوريا «لن تكون لا لمن هجر مسيحيي لبنان من مناطقهم، ولا لمن يريد دفع مسيحيي سوريا إلى الهجرة من بلدهم». وجاء تصريح مكاري غداة اجتماع عقده النواب اللبنانيين الذين ينتمون لطائفة المسيحيين الروم الأرثوذكس، في مكتبه، استنكروا فيه استمرار اختطاف المطرانين في حلب، واستمرار اختطاف راهبات معلولا، وعدد من رجال الدين الآخرين، مكررين مطالبتهم الخاطفين بـ«إطلاق سراح المحتجزين فورا ودون قيد أو شرط، ليعودوا إلى تأدية رسالتهم المسالمة في خدمة رعاياهم وأبناء منطقتهم». وقال مكاري إن الاجتماع الذي عقد في مكتبه «طالب أيضا بتحييد الرموز الدينية عن الصراع في سوريا، سواء أكانت هذه الرموز بشرا أو حجرا، وسواء أكانت مواقع دينية لها رمزية كبيرة، أو رجال دين». ورأى أن «المتطرفين يقدمون أكبر خدمة وأفضل دعاية للنظام، علما أن كثيرين منهم، هم في الأصل صنيعة هذا النظام». وتضاعفت مخاوف بعض المسيحيين في لبنان على الوجود المسيحي في سوريا، بعد دخول متشددين إلى معلولا، مطلع الشهر الماضي، غير أن عضو كتلة المستقبل، النائب رياض رحال، يرى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «جميع السوريين مهددون بالحرب، وليس المسيحيين فقط»، متسائلا: «بعد سقوط أكثر من 120 ألف قتيل، أليس النظام السوري هو المهدد الفعلي للسوريين؟!». وإذ أكد «التضامن الكامل» مع الثورة السورية، قال رحال الذي شارك في اجتماع النواب الأرثوذكس، إن المطلوب من المعارضة «عدم الاعتداء على دور العبادة، كي لا يستثمر النظام السوري تجاوزاتهم، وتبرير قمعه لشعبه بالقول إن المعارضة يغلب عليها المتطرفون»، مشددا على ضرورة أن «يلتزم المقاتلون عدم تخويف الآخر، والامتناع عن ارتكاب أعمال بربرية، بهدف الحفاظ على الثورة، وعلى المسيحيين، وعلى مختلف مكونات الشعب السوري». وكان النواب الأرثوذكس طالبوا الدول المعنية «بالتدخل الفوري، لحماية المسيحيين والمقدسات الدينية ورجال الدين المسيحيين في سوريا، من هجمات بربرية غير بريئة ينفذها متطرفون، أو مدسوسون، أو مرتزقة إرهابيون، تتبرأ منهم جميع الديانات السماوية؛ الإسلامية والمسيحية». كما ناشدوا تلك الدول، بتأمين حماية دولية لهذه المراكز ولرجال الدين الموجودين فيها.