احتفل أكثر من 3 آلاف خريج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بالولايات المتحدة بتخرجهم من جامعاتهم الأمريكية الأسبوع الماضي، وكانت فرحة الخريجين السعوديين في جامعاتهم ملفتة للجميع، حيث كان الحضور من بقية زملائهم المبتعثين والمبتعثات السعوديين الأبرز، وسط صيحات وهتافات تشجيعية من قبلهم مع كل اسم لخريج سعودي يتم الإعلان عنه لاستلام وثيقة التخرج، وما يصاحب ذلك من زغاريد دفعت الحاضرين في قاعة التخرج من جنسيات أخرى للتفاعل بالتصفيق الحار. عكاظ رصدت فرحة الخريجين، الذين أبدوا سعادتهم بيوم كلل نجاحهم ونهاية مشوارهم في مرحلة دراسية هي الأهم في حياتهم في بلد الغربة، مبينين أن الهم والتعب الذي خلفته الغربة خلال السنوات الماضية انزاح في هذا اليوم بعد استلامهم شهادات التخرج، مؤكدين أن الوطن يقطف اليوم ثمار العلم والمعرفة من جميع بلدان العالم المتقدمة، ومن أرقى الجامعات، من أجل العودة للوطن لخدمته والإسهام في تطويره ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة.. فيما تطلع الخريجون للحصول على فرص وظيفية مناسبة لهم. وقال الخريج دهام المرخان، ماجستير هندسة من جامعة سانت ميريز بولاية تكساس إن تعب السنين قطفنا ثماره اليوم، وعن شعوره بعد تسلمه وثيقة التخرج قال إنه شعور لا يوصف ممزوج بدموع الفرح وتهاني الأهل والأصحاب إنه أجمل الأحلام التي تحققت في حياتي، معتبرا أن الجهد والتعب خلال ثلاثة أعوام مضت، حصدنا ثماره اليوم بالتخرج والعودة للوطن الغالي لخدمته ورد جزء مما قدمه لنا. الخريج بندر الشمري، ماجستير إدارة هندسية من جامعة سانت ميريز تكساس، قال فرحتي اليوم ليس لها مثيل في حياتي ولا أستطيع وصفها والعبارات ربما تخونني، لكن نحن اليوم انتهينا من مرحلة مهمة في حياتنا وسوف نعود لأرض الوطن لكي نبدأ المرحلة الأهم للعمل معا للإسهام في تطويره وتنميته. مشيرا إلى أن ذلك لن يكتمل إلا بعد توفير الوظائف المناسبة في القطاعين العام والخاص للخريجين لكي يكتمل قطف ثمار برنامج الابتعاث الخارجي. وأكد الخريج عبدالعزيز السياري من ملبورن فلوريدا، أن الجميع كان ينتظر هذا اليوم على أحر من الجمر، وقال وقد عملنا على ذلك واجتهدنا ودرسنا لكي نعود ونرفع علم الوطن عاليا خفاقا ويفتخر بأبنائه وبتحصيلهم العلمي، وإن كل ما تحقق لنا هو بفضل من الله وبدعوات من الوالدين، وبدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي لم يتأخر يوما على أبناء المملكة وتعليمهم وتطويرهم، وبرنامج الابتعاث الخارجي هو أكبر دليل على ذلك. من جانبه قال الخريج عبدالله خويتم المطيري، ماجستير من جامعة سانت ميرز: ما أجمل هذا الشعور عندما تحتفل بتخرجك بصحبة زوجتك وأبنائك وهم يشاهدون رب الأسرة أمامهم يستلم الشهادة العليا، لم أجد له وصفا إنه من أجمل أيام حياتي وعائلتي الصغيرة، وكم كنت أتمنى لو أن والدي ووالدتي وإخوتي معي اليوم. مشيرا إلى أنه تخرج هو وزوجته خلال هذا الفصل الدراسي وأن الفرحة لا تسعهما لحصولهما على شهادة الماجستير والعودة للوطن. وأضاف سعيد الشهراني: إن هذه المرحلة كانت من أصعب مراحل حياتي إلا أنه بالجد والاجتهاد حققت أعلى الدرجات وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بمعدل عالٍ في الماجستير، مشيرا إلى أنه منذ حضوره إلى أمريكا جعل في نصب عينه أن يتخرج بدرجة عالية ولذلك كان يواصل الليل بالنهار للحصول على ذلك، وقد تحقق له ذلك بفضل من الله، واعتبر الشهراني أن برنامج الابتعاث الخارجي هو فرصة رائعة لشباب المملكة لتطوير أنفسهم والتعلم في أفضل جامعات العالم للعودة لخدمة المملكة في شتى المجالات. وأكد عبدالله المطيري أنه لن يتوقف عند مرحلة الماجستير ولديه الرغبة في مواصلة دراسته العليا للحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإدارية، والتي هي حلمه منذ دخوله لأمريكا قبل أكثر من ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن الكثير من الخريجين يبحثون عن الوظائف في الجامعات السعودية من أجل مواصلة الدكتوراه للعودة للعمل بها إلا أن الكثير من هذه الجامعات لديها شروط في التوظيف أو طرق في التقديم لها والتي اعتبرها البعض أنها وجدت لأجل التطفيش فقط. وتقيم الملحقية الثقافية في أمريكا حفلا سنويا للخريجين حيث تقرر أن يقام الحفل في نهاية شهر مايو المقبل، ويضم خريجي فصل الخريف من عام 2013 وفصل الربيع من عام 2014، وذلك بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير، كما يشتمل الحفل على يوم للمهنة يتم من خلاله استقطاب الخريجين وتوظيفهم في الجهات الحكومية والأهلية، وبدأت الملحقية في اللمسات الأولى لبرنامج الحفل بإرسال بريد إلكتروني لجميع المبتعثين من أجل استقطاب الراغبين في المشاركة في الحفل وطرح الأفكار الجديدة لاختيار الأفضل لتقديمه خلال الحفل.