×
محافظة المدينة المنورة

تأهيل 360 سجيناً

صورة الخبر

في تناقض ليتني استطيع القول بأنه منقطع النَّظير، تم تكريم معلمة قادت السَّيارة رسميّاً والإعلان عن ذلك التَّكريم “المنقطع النَّظير” بكل أريحيَّة وبدون تحفُّظ. تلك المعلِّمة الشُّجاعة لم يتم إيقافها أو أخذ تعهُّد عليها بعدم تِكرار جريمة القيادة أو مُصادرة مركبتها – وإن كانت المركبة التي قادتها ليست لها- ولم يتم استدعاء “ولي أمرها” لإستلامها وأخذ تعهُّد عليه هو الآخر بتأديبها ومنعِها من العودة لجريمة القيادة النَّكراء. أتُصدِّقون أن القائدة الفخورة رغم مخاطرتها بسلامة مبايضها بفعلها، إلا أن مبايضها سليمة ولله الحمد والمنَّة، بل لها دور بعد الله في إنقاذ مبايض جميع زميلاتها من الرَّاكبات وإنقاذ حياتهن من موت محقَّق سبقنهن نحوه العشرات بنفس الظُّروف. هذه المعلِّمة التي أمسكت بمقود المركبة وتولت قيادتها وإيقافها بعد أن توفّى قائدها على إثر سكتة قلبيَّة لم تُكرَّم من قبل إدارة مدرستها فحسب، بل أيضا من إدارة الشؤون التعليمية في منطقة القصيم ومن المدير العام للتعليم في المنطقة، وقد أشادوا جميعهم -لاحظوا- “أشادوا” بشجاعتها وعملها البطولي وموقفها الذي يعكس الجانبين -لاحظوا مرة أخرى- الجانبين الأخلاقي والوطني الرَّفيعين!!! لاحظوا معي للمرة الأخيرة أنني لم أطلب منكم أن تلاحظوا العبارات المستخدمة لغرابتها أو كونها وردت في غير محلها ولغير مستحقها، أبداً.. بل إن قائدة سيارتها في ظرف مماثل وعلى غير استعداد أو معرفة جديرة بأكثر من مجرَّد تكريم. يجدر تعويضها عن الضَّرر النَّفسي الذي لحق بها إثر الرُّعب الذي عاشته في لحظات كانت قريبة من الموت ولم يكن لديها أقل معرفة بكيفية الاعتماد على نفسها في أمر بسيط وبديهي مثل قيادة مركبة لتنقذ نفسها، وهل هناك ما يضمن أن لا يتكرر الموقف ومعها أطفالها أو حتى لو كانت بمفردها مع السائق. كيف كانت لتنفذ بجلدها وتقود السيارة مبتعدة من تعرضت لخطف سائق أو “ذئب بشري” مُنعت من القيادة بسببه! هل لو ضُبِطت القائدة التي أشادوا بها بعد هذا تقود السيَّارة وهي تحاول أن تتعلَّم كيفية القيادة حتى لا تجد نفسها في نفس الكابوس مرة أخرى أو حتى في ظروف أسوأ، هل سيتم حينها إيقافها واعتبارها مُجرمة خارجة عن القانون والعرف و”الجانبين الأخلاقي والوطني” وتُسلب منها جميع الفضائل المنسوبة لها بنفس الفعل؟.