صنعاء: عرفات مدابش شهدت محافظة حضرموت النفطية جنوب شرقي اليمن، أمس، مظاهرات حاشدة نظمتها القبائل بالتنسيق مع الحراك الجنوبي، في وقت يتوقع فيه عودة عشرات اليمنيين إلى بلادهم من معتقلهم في غوانتانامو الأميركي في شبه جزيرة كوبا. وخرجت مسيرات تندد بمقتل الشيخ بن حبريش، وهو مقدم قبائل الحموم في حضرموت. وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن العملية مدبرة. وتحالفت المسيرات الشعبية مع الحراك الجنوبي لتشكل مطالب تشبه إلى حد كبير المطالبة بحكم ذاتي لمحافظة حضرموت عن الحكومة المركزية في صنعاء. وخرجت مسيرات كبيرة في عدة مدن بمحافظة حضرموت، ورفعت شعارات تطالب بدولة مستقلة حسب شهود العيان، في ظل انقطاع وسائل الاتصال مع المحافظة خلال الساعات الماضية بسبب «أعمال تخريبية» قامت بها بعض المجاميع في عدة مناطق، وأدت إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن خمس محافظات. من جهته، قال الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط» حول تصنيف الرئاسة لما يجري في حضرموت، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي يدرس الموضوع ويتفهمه بصورة جدية، وأرسل وفدا رئاسيا إلى حضرموت «ووعد بتلبية الحقوق المشروعة في أسرع وقت ممكن، وأولها التحقيق في مقتل الشيخ بن حبريش والقبض على الجناة بصورة سريعة، وأيضا تحقيق المطالب المشروعة لأبناء حضرموت وذلك بدأت دراسته ودراسة الخطوات لتنفيذه، وأعتقد أن مشايخ حضرموت تفهموا الأمر وتجاوبوا مع الإجراء الذي اتخذه الأخ الرئيس». وأكد الدكتور السقاف أن مقتل «الشيخ بن حبريش حادثة منفصلة عن موضوع (الهبة الشعبية)، كما وصفت، التي جرت الدعوة إليها». وقال «إن تفسيري للموضوع أن هناك من ركب الموجة بعد أن أدرك أن كل المحاولات فشلت لما يسمى باستعادة الدولة أو تفكيكها وتحريرها من الاحتلال، حسب الطروحات، وهذه المسميات الكبيرة والشعارات لا تنم عن الحقيقة بصلة، وهناك مظالم وحقوق منتهكة لكن لا يصل الأمر إلى هذا الحد، ومن يريد أن يصل إلى الغاية فيجب عليه ألا يسلك طرقا عنيفة». وأردف السقاف أن «هناك من يتوهم أن دول المنطقة الإقليمية لها مصلحة أو علاقة بشكل أو آخر بما يجري في اليمن، وهذا غير صحيح»، وهي «محاولة، أيضا، للاصطياد في الماء العكر ومحاولة لرفع راية أو لافتة يلتف حولها الناس، وليس من مصلحة دول الخليج وهي التي لم تتجاوب مع هذا الأمر، لأنها ليس من مصلحتها حدوث فتنة باليمن». على الصعيد ذاته، نفى مصدر محلي في محافظة حضرموت لوسائل الإعلام الحكومية سيطرة بعض القبائل على نقاط عسكرية في حقل المسيلة النفطي، وعد ما نشر يهدف إلى «زعزعة أمن واستقرار المحافظة». وأشاد المصدر بأبناء حضرموت في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. من ناحية أخرى، قالت السلطات اليمنية إن خطوط الهاتف الأرضي والإنترنت قطعت بشكل كامل في عدد من المحافظات، بينها حضرموت جراء أعمال تخريبية. وفي جانب آخر، صوت مجلس الشيوخ الأميركي على قرار يسمح بإعادة العشرات من المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتانامو الأميركي الشهير في كوبا إلى اليمن، بعد قضائهم العديد من السنوات رهن الاعتقال في ذلك المعتقل، ويتوقع عودة أكثر من خمسين معتقلا إلى اليمن في ضوء هذا القرار والتصويت. وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن المادة (1038) من مشروع القانون التوافقي الخاص بميزانية وسياسة الدفاع الوطني الأميركي التي صوت عليها مجلسا النواب والشيوخ تنص على تكليف وزيري الدفاع والخارجية بتقديم تقارير للجان الدفاع والخارجية في مجلسي النواب والشيوخ خلال فترة 120 يوما من اعتماد الرئيس الأميركي باراك أوباما لهذا المشروع. وبحسب المصادر اليمنية الحكومية فإن التقارير الأميركية ستشمل «تقييم قدرة الحكومة اليمنية على إعادة تأهيل المعتقلين العائدين أو إمكانية محاكمتهم أو الاحتفاظ بالمعتقلين في غوانتانامو»، وأشار نص القانون للكونغرس الأميركي إلى «تقييم القضايا الإنسانية المتعلقة بمسألة نقل المعتقلين لترفع بموجبها عراقيل وضعها أعضاء الكونغرس سابقا كانت تطلب شروطا تعجيزية وضمانات غير واقعية». وأكدت الوكالة الحكومية أن هذا الإجراء جاء بعد أن «كثف اليمن مؤخرا من اتصالاته مع المسؤولين الأميركيين واللقاءات مع ممثلي الحكومات الصديقة والشقيقة للاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في إعادة تأهيل المتطرفين لوضع آلية لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين العائدين وإدماجهم في المجتمع». من ناحية أخرى، دعا الصليب الأحمر إلى احترام كرامة المدنيين بعد منعه من دخول منطقة دماج في محافظة صعدة وإجلاء الجرحى في المواجهات المحتدمة في المنطقة بين السلفيين والحوثيين الذين يسعون إلى تهجير السلفيين من صعدة إلى مناطق أخرى. وتشير المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى مقتل أكثر من عشرة حوثيين في مواجهات مع القبائل في عدة مناطق بمحافظة صعدة خلال الساعات الماضية، وقال المصدر إن مسلحي الحوثي «يقودون حملة اختطافات في أوساط الشباب المخالفين لتوجهاتهم في محافظة صعدة».