هروب الأزواج.. ظاهرة بدات في التفشي في المجتمعات العربية، وجرس إنذار بهدم الاستقرار الحياة الزوجية.. تتعدد الأسباب والنتيجة تفكك أسري ينتهي بانسحاب وفرار احد شريكي العائلة الصغيرة. وكشفت دراسة ألمانية حديثة أجرتها جامعة برلين، شملت أكثر من عشرة آلاف شخص لتحديد الأسباب، التي تدفع الرجل للفرار من العلاقات العاطفية التي يدخلها، أن اهتمام الزوجة بعائلتها أكثر من اللازم قد يؤدي إلى ملل الزوج من العلاقة. وأثبتت الدراسة أن 28% من الرجال لا يفضلون البقاء في علاقات عاطفية مع نساء لا يعبرن عن مشاعر الحب بالقدر الكافي، و50% من الرجال لا يفضلون البقاء في علاقة عاطفية يكثر فيها الخلاف والجدل، بينما كان الكذب هو مبرر 71% من الرجال الذين يرغبون في الهرب من حياتهم الزوجية، وجاءت الخيانة على رأس مبررات الهروب بنسبة 72%. الأزواج المصريون وأعلنت دراسة مصرية حديثة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن عدد الأزواج المصريين الذين هربوا من زوجاتهم وحياتهم الأسرية قد تجاوز 18 ألف زوج خلال عام 2015، وأكثر من 60% من هؤلاء الزوجات تقدمن إلى محكمة الأحوال الشخصية لطلب الطلاق، بينما لم تقدم 40% على اتخاذ أي إجراء ليكتفين بالجلوس لانتظار «الزوج الهارب»، والتقدم ببلاغات لأجهزة الشرطة للمساهمة في البحث عن، وطباعة صورهم تحت شعار «ابحث مع الشرطة». وفي دراسة أخرى أجراها المركز لتحدد الطرف المسؤول عن افتعال النكد، وشملت 1000 زوجة، حيث أكدت الدراسة أن 73% من النساء عينة الدراسة يعتبرن أن سبب نكدهن في المنزل إلى «تكشيرة» الزوج، وأكدت 12% منهن أن جو المرح في الأسرة يعتمد على الزوجين معا، بينما اعتبرت 6% منهن فقط أن الزوجة هي المسؤولة الأولى عن الحالة المزاجية لأفراد أسرتها. الخلافات الزوجية وأكد الدكتور حسين مصطفى، خبير العلاقات الزوجية، أن الأوضاع الاقتصادية كلما تدنت ارتبط ذلك بشكل متواز مع ارتفاع معدلات المشكلات الزوجية، التي أحيانًا ما تتسبب في هرب أحد الأطراف، موضحا ان 50%من الخلافات الزوجية ناتجة عن أسباب مادية بحتة. واشار إلى ان حالات هروب الأزواج أقل بكثير في العالم الغربي مقارنة بالعالم العربي، لافتا إلى أن الزواج في سن مبكرة يلعب دورًا هامًا في تشكيل شخصية الزوج ومدى تحمله المسؤولية، فكلما تزوج الزوج في سن مبكرة كان غير متحمل للمسؤولية لأنه بالتبعية تزوج من خلال مساعدة الآباء، وبخروجه من أسرته الخاصة لتكوين أسرة شخصية له، يصبح في مواجهة مصاعب الحياة والمشكلات اليومية التي تطرأ عليه، الأمر الذي تجعله يعود إلى أصله الذاتي بأن يعود عضوا داخل جماعته متخليًا عن دوره في أن يكون قائدا لجماعة خاصة به. لغة الحوار وأوضحت الدكتورة هناء شعبان، المتخصصة في علم الاجتماع، أن المرأة تلعب دورًا هامًا في منع الأزواج من الهرب، فالخلافات والأزمات المستمرة العامل الرئيس في دفع الأزواج للهرب من المنزل وتخلق حاجزا نفسيا أمام الزوج تمنعه من الدخول إلى المنزل مرة أخرى. وعلى المرأة اختيار الوقت المناسب لطرح المشكلات حتى لوكانت ملحة كالمادية أوالتي تتعلق بالأبناء، فمن غير المناسب الحديث عن مشكلة ما في وقت تناول الطعام أووقت الذهاب إلى النوم إلى الاستيقاظ من النوم، واتخاذ الحيطة في المفردات التي يخترنها حين الحديث مع الزوج. فأغلب مشكلات زوجية، نابعة من غياب أشياء هامة في الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة، أولها غياب لغة الحوار وإن وُجدت تكون حادة المفردات، ثم غياب التفاهم بين الزوجية، وانعدام الثقة، والعنصرية بين الرجل والمرأة، وكذلك عدم الوضوح، مما يخلق حالة من الشك. وأكدت أن وسائل الاتصالات الحديثة أصبحت تلعب دورًا هامًا في هدم الحياة الزوجية، حيث لا يرى الزوجان طوال اليوم سوى صور جميلة وقصص رومانسية لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها سوى في العالم الافتراضي، الأمر الذي يدفعهم للهروب ولو بأرواحهم ومشاعرهم إلى هذا العالم الافتراضي. المزيد من الصور :