المزاد مفردة متداولة ولها مقابلها في لغات العالم – بالإنجليزية auction- وتقابلها بالعامية المحلية مفردة (حراج) – وكلتاهما تعنيان البيع العلني. لكن كلمة التحريج أو الحراج لم ترد في المعاجم على كونها فصحى. وقد وجدتُ العكس. فقال اللسان: "وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً: صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ" وسمعنا عن كلمة (زركَنَ) – وهي مفردة عامية تعني المزايدة لرفع القيمة. المفردة كانت شائعة ومتداولة عند أهل البيع والشراء في الحراج. ومعناها أن يأتي واحد أو اكثر ويزود السعر لغرض رفع السلعة. وقد كانت ثقافة تجارية امتهنها اكثر المحترفين، إلا من رحم ربي. وهي - أي الممارسة - مكروهة شرعاً إن لم تكن محرمة. والمفردة لا أعرف لها مصدراً، لكنها متداولة في منطقة القصيم، وربما في مناطق أخرى من نجد. ويبدو أن الاسلوب نفسه، والذي اثبت فعاليته حل ضيفاً علينا، أي على ثقافتنا التجارية. ففي الاراضي جاءت عبارة "اكسر السوم" أي ضع إضافة إلى المبلغ كثمن لما هو معروض. واغلب من "يكسر السوم" عادة هم المنتفعون بطريقة أو أخرى. و"همة زملاء المهنة" قد تجعل الرقم عالياً. وقد قلت "الزملاء" تجاوزاً لأن معظمهم شركاء. وأمر طبيعي أن تنتقل هذه الثقافة إلى سوق الاسهم، فيأتي من "يزركن" ويجعل الأشياء تزيد على حدها وعلى ميزان العقل. واتفق اكثر من خسروا في سوق الأسهم أن ذاك الاسلوب هو الذي لعب دوراً كبيراً في خسارة المضاربين.. وخراب البيوت. أظن أن علاج سوق الاسهم يحتاج إلى علاج. عبارة "كم أقول" يبدأ بها مُعلن المزاد نداءه. هل لاحظتم أن مفردات تعاملنا تحتاج إلى صقل؟ قصدي "زركن" و"حرّج". لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net