تعتبر جامايكا، البلد الذي يشكل جزءاً من جزر الأنتيل الكبرى، من البلدان القليلة في العالم التي تمتلك مناظر طبيعية مدهشة وأماكن مليئة بالمغامرة والمتعة، حيث يقدم هذا البلد، والذي يطلق السكان المحليون عليه اسم أرض الينابيع، لعشاق المغامرات العديد من الأشياء الممتعة التي يمكنهم القيام بها على سواحل البحر الكاريبي، كتسلق الشلالات والجبال وركوب الأمواج والغوص وغيرها من الأنشطة الرائعة. سواحل جامايكا يتوجه عشاق ركوب الأمواج إلى السواحل الشرقية من جامايكا، حيث يجدون هناك ما يتمنونه بسبب توفر الشروط اللازمة للقيام بهذه الرياضة. ويعتبر خليج بوستون والذي يقع بالقرب من ميناء أنتونيو المكان الأشهر الذي يقصده راكبو الأمواج، الذين لا يزالون مبتدئين في هذه الرياضة، وذلك لأن مستويات الأمواج لا تكون عالية جداً هناك، أما المحترفين فإنهم يذهبون أبعد باتجاه الجنوب إلى خليج كينغ ستون حيث الأمواج المرتفعة والتي تتطلب أشخاصاً أكثر احترافاً وجرأة. أما الأشخاص الذين يعشقون الغوص فإنهم سيجدون في جامايكا أكثر من 100 موقع لممارسة الغوص، ولكن المواقع الأفضل والأكثر جذباً للزوار تقع في منطقة الشعاب المرجانية، التي تشكل حداً بين السواحل الشمالية والغربية، حيث يوجد هناك كهف ثرون رووم الذي يشتهر بكثرة شعابه المرجانية والإسفنج الطبيعي، إضافة إلى احتوائه على بقايا طائرة سيسنا التي تحطمت وغرقت في تلك المنطقة ما يجعل الغوص فيها من المغامرات التي لا مثيل لها. وبعد ممارسة تلك النشاطات الممتعة يذهب السياح إلى المنتجعات السياحية الرائعة المتواجدة وبكثرة على تلك السواحل، والتي تقدم العديد من الخدمات الرائعة والممتازة وتشمل سلسلة من المطاعم الفاخرة التي تقدم جميع أنواع المأكولات البحرية من الأسماك وغيرها، ويأتي في مقدمة تلك المطاعم مطعم هاوس بوت ومطعم بيست كيبت سيكريت الذي يقدم مجموعة من وجبات الروبيان التي لا تنسى. شلالات نهر دان يوجد في جامايكا عدد من الهضاب والسلاسل الجبلية التي تغطيها الأشجار المطرية الكثيفة، والتي يندمج معظمها بالساحل وتحتوي على العديد من الأسرار والمناظر المدهشة، إلا أن شلالات نهر دان الرائعة والتي تنحدر من أعلى جبل ميستيك تعتبر المكان الأكثر استقطاباً للسياح في جامايكا. لا يقصد الزوار تلك الشلالات لمشاهدتها فقط وإنما لصعودها والاستمتاع بلحظات رائعة من المتعة والمغامرة. بداية من الرمال البيضاء على الساحل الكاريبي يبدأ الزوار بتسلق الصخور الجيرية الناعمة التي تغطيها مياه الشلالات المتدفقة من أعلى الجبل، ويمرون في طريقهم عبر العديد من البحيرات الصغيرة المشكلة من الشلالات نفسها. يبلغ طول الشلالات نحو 180 متراً وتستغرق الرحلة من أسفل الجبل إلى الأعلى نحو 30 دقيقة ويمكن للزوار الاستعانة بالمرشدين المتواجدين هناك لتجنب مناطق الصخور شديدة الانزلاق، ولكن في الحقيقة إن الرحلة بدون إرشادات أكثر متعة ومغامرة. أما الأشخاص الذين يبحثون عن المزيد من فرص تسلق الجبال فما عليهم سوى التوجه إلى الجبل الأزرق بلو ماونتن والذي يعتبر أعلى قمة جبلية في جامايكا. يوفر الجبل الذي يرتفع إلى نحو 2256 متراً بيئة ملائمة لمتسلقي الجبال، الذين ينطلق معظمهم في رحلة التسلق عند الساعة الثانية فجراً، وذلك بهدف الوصول إلى قمة الجبل قبل شروق الشمس لكي لا يفوتوا فرصة الاستمتاع بمنظر شروق الشمس وانعكاسها على البحر الكاريبي.