أعلن المتحدث باسم عمليات "العزم الصلب" في العراق ستيف وارين أن الغارات الأميركية التي شنت خلال اليومين الماضيين على الرمادي تعد الأكثر كثافة وقوة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأشار إلى أن المقاتلات الأميركية أسقطت خمسين قنبلة في الرمادي ومحيطها. يأتي هذا في وقت أكد فيه قائد طيران الجيش العراقي حامد عطية المالكي أن كمائن تنظيم الدولة الإسلامية وهجماته أبطأت تقدم القوات العراقية في الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب البلاد، لكنه أوضح أن العملية العسكرية وصلت مرحلتها النهائية. في غضون ذلك، واصلت القوات العراقية التقدم ببطء بسبب عبوات ناسفة وكمائن في مدينة الرمادي مركزِ محافظة الأنبار، حيث يتحصن عناصر تنظيم الدولة في مركز المدينة، وسط موجات نزوح للأهالي هربا من المعارك. وتجري اشتباكات عنيفة حول مجمع المباني الحكومية وسط مدينة الرمادي الذي تمثل استعادة السيطرة عليه خطوة رئيسيةعلى طريق "تحرير كامل مدينة الرمادي" من تنظيم الدولة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي قوله إن القوات العراقية واصلت صباح اليومتقدمها نحو المجمع الحكومي في وسط مدينة الرمادي،وباتت على بعد نحو ثلاثمئة متر من الجهة الجنوبية للمجمع. وأشار إلى أن مقاومة عناصر تنظيم الدولة اشتدت مع اقتراب القوات العراقية من المجمع الحكومي. ولفت إلى أن تنظيم الدولة فجر ثلاث سيارات مفخخة وشن "هجمات انتحارية" ونشر قناصين وأطلق صواريخ وقذائف هاون. 4674760677001 c8f07851-c406-4fe3-90e0-1d7823b90c8a 0ac13e56-ca22-4c13-9bf4-1491731c9639 video جهد للتحرير من جانبه قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي إبراهيم الفهداوي إن القوات العراقية بحاجة إلى "جهد للإسراع بتحرير الرمادي" من تنظيم الدولة،وأضاف "عمليات تحرير الرمادي بحاجة إلى وقت، وليس من السهولة تحرير المدينة بسرعة كون القوات العراقية بحاجة إلى جهد". كما أشار الفهدواي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسيةإلى أن "عشرات العائلات ما زالت محتجزة من قبل تنظيم الدولة في منطقتي الثيلة والجمعية" في الرمادي. وفي وقت سابق أمس، أكدت مصادر أمنية ومحلية عراقية أن قوات الجيش تتقدم بحذر شديد حفاظا على أرواح المدنيين. وأشار رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت -لوكالة الصحافة الفرنسية- إلى وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي "زرعها الجهاديون في المدينة"، واحتمال وجود مدنيين محاصرين يستخدمون دروعا بشرية، "وهذه تمثل عوائق رئيسية". وقالت مصادر عسكرية حكومية للجزيرة إن نحو خمسين من القوات الحكومية قتلوا وأصيب أكثر من ثمانين في المعارك الدائرة في المدينة منذ أمس. وقال مقدم في الجيش إن جنديا على الأقل قتل وأصيب سبعة بجروح خلال اشتباكات وقعت في الساعات الماضية في منطقة الحوز وسط الرمادي. وقال الضابط في شرطة محافظة الأنبار أحمد الدليمي لوكالة الأناضول إن "قوات من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة تقدموا نحو المجمع الحكومي وسط الرمادي، وذلك بعد تحريرهم شارعي الحوز والفرسان الحيويين خلف المجمع الحكومي وسط المدينة". القوات العراقية تتقدم ببطء شديد وسط الرمادي بسبب كمائن تنظيم الدولة (أسوشيتد برس) نزوح المدنيين في هذه الأثناء، شهدت منطقة وسط الرمادي نزوح عشرات العائلات جرّاء اشتداد المعارك. وقد تمكنت عشرات العائلات من الفرار أمس الأربعاء، وقام الجيش بإيوائها في منطقة الحبانية شرق الرمادي. وإنسانيا، قال مدير المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي إن الوضع الإنساني في مدينة الرمادي سيئ جدا، وإن طرفي النزاع -وهما القوات الحكومية العراقية وتنظيم الدولة- ارتكبا جرائم ضد المدنيين. وأضاف الشيخلي -في لقاء مع الجزيرة- أن القوات الحكومية والمليشيات اعتقلت مئات الشباب الذين هربوا من الرمادي امتثالا لطلب الحكومة. وبدأت علمية استعادةالسيطرة على مدينة الرمادي منذ شهر بمشاركة قوات عراقية ومساندة طيران التحالف الدولي، بقطع خطوط الإمداد عن باقي مناطق محافظة الأنبار ثم السيطرة تدريجيا على محيط المدينة وغلق الطريق والجسور المؤدية إلى وسطها، لكن الهجوم الأخير بدأ قبل أربعة أيام.