×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة «صقَّار» في حفر الباطن بعد مطاردة «حبارى»

صورة الخبر

من أخي الكريم الاقتصادي المعروف الأستاذ سمير عابد شيخ وصلني كتاب (صناعة الربا: دراسة نقدية للنظام الاقتصادي الربوي)، وهومن إصدار 2013م. وموضوع الربا قديم يتجدد باستمرار.. لكن الممتع في هذا الكتاب شموليته المختصرة، فله من صفة السهل الممتنع نصيب موفور. ولأن الربا ممارسة توعَّد الله أصحابها بالحرب من دون بقية الكبائر. فلا بد أن (هناك فجوة في حكمة تغليظ تحريم الربا، لم تزل خاوية تبحث من يملأها، وإن كان تحريم الربا ثابتًا وملزمًا بمعرفة الحكمة أوبدون معرفتها) صفحة 6. ومن الطريف أن عددًا من الحكماء والفلاسفة في العصور الغابرة قبل الميلاد تنبّهوا إلى خطر الربا كونه يعارض المنطق، بل يذهب أفلاطون إلى أبعد من ذلك فيقول: (إن الربا يتناقض مع المواطنة الصالحة لأنه يفرز الضغينة والتناحر في المجتمع). ويجادل تلميذه أرسطو بأن المال يتم استهلاكه بمجرد استخدامه، وهو كالطعام الذي يستهلك بمجرد تناوله وأكله، وكما أنه لا يمكن استئجار الطعام، فلا يمكن استئجار المال، وليس المال كمثل بعض الأشياء التي يمكن استئجارها سنوات عديدة متتالية دون أن تهلك أوتنتهي من الوجود. ولكن ذلك المال ينتهي وجوده بمجرد إنفاقه على سلعة أوخدمة. ويضيف: (إن الأموال لا تتوالد، وهي ليست كالأبقار مثلًا). إنهم فلاسفة ومفكرين بحق. ونظرة مجردة إلى قضية الربا دفعت هؤلاء وغيرهم إلى استنكار هذه الممارسة الشنيعة. وقد ثبتت صحة هذه النظرية القديمة على مدى التاريخ، وحتى يومنا هذا حيث يفصل الأستاذ سمير عواقب تحكم الربا في هياكل الاقتصاديات العالمية بصورة فاحشة لا يمكن الإفلات منها إلا فيما ندر. ولهذا فلا يكاد العالم يستفيق من أزمة اقتصادية إلا واتجه إلى أخرى. وفي السنوات الخمس الأخيرة بلغت الأزمة ذروات متقدمة، فكانت أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة ولا تزال، ثم أزمة الدين الحكومي الأمريكي التي لا يُعلم إلى أي مدى ستجرّ العالم إلى الهاوية ولوبعد حين. وأما أزمة الديون الأوروبية، فهي الأخرى كارثة يتآكل معها الاقتصاد الأوروبي الهائل من أطرافه. شكرًا لأخي الكريم سمير كتابه الماتع وفكره النير. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain