×
محافظة المنطقة الشرقية

«الصوامع» تستنجد بـ «التجارة» لملاحقة سماسرة ينشطون في بيع الدقيق بطرق غير مشروعة

صورة الخبر

ذكرتُ في المقال السابق أنَّ هناك نوعين من الهجر الأسري، الأول: هو رحيل المرأة اليومي، أو الأسبوعي بشكل متكرر لبيت الأهل، وإهمال الزوج، أو الزوج والأبناء معًا، أمَّا مقال اليوم فيتحدث عن هجرٍ أفرزه الانفتاح العالمي الذي ما فتىء يحشو عقل المرأة بخزعبلات الحرية المزعومة، وضرورة تحررها من تحكّم الرجل، ودعوتها للتمرّد والاستقلال بشخصيتها. وقد أسهم الإعلام الفاسد بجميع وسائله من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج والمقالات، وكذلك قنوات التواصل الاجتماعي في خلخلة ثوابت المرأة الأسرية؛ ما أظهر النوع الثاني من الهجر، وهو بعيد كل البُعد عن ثقافتنا وقيمنا، ويتمثّل في تلك الشلل النسائية، فبعد أن كان المجتمع متعاطفًا مع المرأة وساخطًا على الرجل الذي يترك زوجه وأبناءه ليمضي سهراته مع أصدقائه في الاستراحات، وعطلاته الأسبوعية، أو الصيفية في السفر مع أقرانه للداخل أو للخارج، أصبحنا اليوم نشاهد انعكاسًا للصورة، إذ غدت المرأة تترك بيتها وأطفالها عند الخادمة، وفي أحسن الأحوال تُجبر أهلها على تقبّلهم مع الخادمة، أمَّا الزوج فيترك وحده في المنزل، أو يذهب إلى بيت أهله، كل ذلك حتى تسرح وتمرح مع صديقاتها في الأسواق، والمطاعم، والمقاهي لشرب المعسل، أو القيام برحلات بحرية، أو سهرات ليلية. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل أصبحت الشلّة النسائية تسافر إلى الخارج، وأكثر الوجهات التي أسمع عنها للرحلات الأسبوعية هي (دبي)، وقبلها كانت مصر، ولبنان، أمَّا العطلات الكبيرة، فالوجهة هي الدول الأوروبية. وهناك مجموعات نسائية تصف نفسها بالالتزام، فتترك الزوج والأولاد مع الخادمة؛ لتذهب مع مجموعتها إلى مكة، أو المدينة، وفي العطلات الكبيرة تّسافر لجميع أنحاء العالم؛ بحجة الدعوة، وتراها تنصح أولئك النسوة بطاعة الزوج، والحرص على تكافل الأسرة، وكأنَّها لا تعلم أنَّها لا تقل عنهنّ جهلاً. وبعضهنّ يتحججن بأنَّ الزوج راضٍ عن سفرها، ولم تسأل هذه المسكينة نفسها: لماذا يُفرط فيها زوجها، ويتركها وشأنها؟ فهو إمَّا أنه رجل مسالم بطبعه لا يحب المشكلات، فيوافق على مضض، وإمَّا أنَّه زاهدٌ فيها، فهي لا تشكّل أهمية في حياته فوجودها كعدمها، وقد أغفل الجميع أنَّ الضائع الحقيقي في هذا النفور الأسري هم الأطفال، لأنَّ هذا الزوج المُهمل سوف يُدبر أمره، ويشغل فراغه مع أصدقائه، أو أنَّه سيفكر في أخرى وتبدأ رحلة التخطيط للزواج بالثانية، ولديه عذر جاهز ومقبول، بل لديه الأدلة القاطعة على إهمال الزوجة، هذا إذا كان شجاعًا لا يخشى المواجهة، أمَّا إن كان من الأشخاص الذين لا يريدون الخوض في مواجهات فإنَّه يكتفي بزواج المسيار، أنا هنا أتحدث بحسن الظن عن زوجات مستقيمات، لا يسعين إلى الحرام، بل كل نيّتهن هو المتعة البريئة مع الصاحبات والاستئناس معهنّ، لكنَّهنّ غفلن عن مهمتهنّ الأساسية، وإنِّي لأستغرب كيف استطاع الإعلام الفاسد أن يُدمر أسمى عاطفة في الوجود، وهي عاطفة الأمومة؟! d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain