×
محافظة المنطقة الشرقية

ماء القادسية بطلاً للأندية المجمعة لكرة الماء

صورة الخبر

عندما يجتمع الشباب مع الوسامة والترف، يطل علينا عمر بن أبي ربيعة وهو يتتبع الصبايا في أزقة مكة، فيستفز خجلهن بأبيات شعرٍ لا تزال تحتضنها ذاكرة العاشقين، حتى إن إحداهن خافت من افتضاح أمرها، فطلبت منه ما سكبه في بيت شعرٍ طرزه وديع الصافي بموالٍ يقطر شجنا. إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر وتبع نزق عمر الكثيرون، لكن وضاح اليمن الذي أفسده جماله وثراؤه مثل سلفه، لم يمنعه مجونه من الوصول إلى خدر روضة بنت عمرو: أشارت بطرف العين أهلا ومرحبا ستعطى الذي تهوى على رغم من حسد واستمر وضاح الشقي على هذا المنوال، حتى ساقته رعونته إلى نهايته المأساوية، مدفونا داخل صندوق وهو على قيد الحياه، يتنفس ويتأوه لكن صوته قد كتم إلى الأبد بأمرٍ من الخليفة الوليد بن عبدالملك. أما الشاعر الأموي الأحوص (ضيق العينين) فمنعه خوفه من مجرد النظر لبيت محبوبته، رغم أنه يفني نهاره يذرع البيوت التي حوله: أزور البيوت اللاصقات ببيتها وعيني على البيت الذي لا أزور وتتعاقب النظرات، فهذه نظرة خجلى بائسة، وتلك بذيئة نحرت الحب على مخدع الخطيئة، وبينهما نظرة شوق تغيم على عيون العشاق، فلا يستطيعون أن يبعدوها عمن سكن قلوبهم: ما يرجع الطرف عنها حين يبصرها حتى يعود إليها الطرف مشتاقا ويبقى التوسل زادا للمحبين عندما يذوي الأمل كزهرةٍ شاخت بفعل الزمن الجاف، ويؤرقهم جفاء حبيب ملك الجمال، لكنه حرم نعمة العطاء يا من تقطع خصره من رقة ما بال قلبك لا يكون رقيقا ونقلب آخر أوراق كتاب العشق، ببيتٍ صاغه الصمة القشيري، ذلك العاشق الذي انشغلت عيونه عن النظر بذرف دموع أحرقت وجنتيه، وأعادته طفلا بعد منتصف العمر: بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا (الحب لا يقتل العشاق، هو فقط يجعلهم معلقين بين الحياة والموت).