×
محافظة الباحة

انهيارات كبيرة في عقبة ذي منعا بمحافظة المندق في الباحة

صورة الخبر

دائرة معدنية مشتعلة تشبه تلك المستخدمة في ألعاب السيرك تنتصب على كتلة من الجليد المتحرك. يبدو من المكان أنه بقعة ما قريبة من أحد القطبين المتجمدين حيث لا صوت ولا حركة، سوى تلك الكتل السابحة والمنفلتة من أسر هذه الجبال الجليدية المعرضة للذوبان. الأرض هنا تتداعى وتستسلم لمصيرها في سكون. هو فيديو لا تتعدى مدة عرضه أربع دقائق. قد لا يعني العمل لمشاهديه الأفكار ذاتها، وقد تختلف قراءة المشهد من مشاهد الى آخر، وهو أمر لا يعيب العمل، بل ربما يصب في مصلحته في النهاية، ففي مواجهة مادة مصورة خالية من السرد يمكنك أن تطلق لخيالك العنان، وهو ما يميز هذا النوع من فنون الفيديو التي تحتل مكانها بقوة ضمن جملة الممارسات الفنية المعاصرة. هذا الفيديو للفنان الهولندي آريين دي ليو يعرض حالياً تحت عنوان «حركة» ضمن مجموعة من أعمال الفيديو المعروضة في مؤسسة مدرار للفنون بالقاهرة، وهي من المساحات المستضيفة لمهرجان القاهرة السابع للفيديو الذي يمثل بحجم المشاركة فيه ونوعية الأعمال المعروضة خلاله، أحد أهم النشاطات الفنية والثقافية التي أقيمت في القاهرة خلال هذه السنة. ويشارك في الدورة أكثر من مئة فنان وفنانة يمثلون 38 دولة بأكثر من 140 عملاً ما بين فيديو وأفلام تجريبية. من بين أعمال الفيديو المشاركة عمل للفنان العراقي عادل عابدين بعنوان «ثلاث أغنيات عاطفية»، يعتمد على التناقض بين الأداء الغنائي ذي الطابع الغربي الغارق في الرومانسية لثلاث فتيات شقراوات، وما تتضمنه كلمات تلك الأغنيات من قسوة وعنف وانسحاق أمام شخصية الطاغية. الأغنيات الثلاث التي تؤديها الفتيات تمثل نوعاً من الأغاني التي كانت تنتج بناء على توجيهات الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وعمل عابدين على صنع هذا التناقض عبر ترجمة الأغنيات من اللهجة العراقية إلى العربية والإنكليزية. تُحدث هذه المفارقة نوعاً من الخلل في طريق استيعاب المشاهد للعمل وقدرته على اكتشاف هذا التلاعب بين الصورة المثيرة للفتيات الشقراوات وطريقة أدائهن وبين فحوى الكلمات التي تحتفي بالحرب والعنف. من الأعمال اللافتة أيضاً عمل للفنان الأميركي ذي الأصول البولندية فويتشيك ييلافيتش يحمل عنوان «لوحة الرسام» ومدته 17 دقيقة، وهو عمل قابل للإضافة والبناء عليه بحسب الكلمة المصاحبة له. وهو يناقش قدرة اللوحة على الصمود أمام تعقيدات الحياة وتسارعها، فهل تستطيع اللوحة بوتيرة بنائها الهادئة أن تعبّر عن هذا العالم؟ هنا يقف رجل واحد (الرسام) بأدواته التقليدية متحدياً الصعاب التي تواجهه من أجل إتمام عمله. في الشارع، في البيت والمصنع والشارع وعلى شاطئ البحر، داخل المحال التجارية وفي وسائل المواصلات، وعلى رغم أنه لا يتوقف عن الحركة في تحدٍ واضح لما يحيط به، فإننا نشعر بالإشفاق تجاهه. وتحت عنوان «من تسعة لخمسة» يشارك الفنان السويدي أولف لوندين في إعداد فيديو تجميعي صّورت لقطاته من مسافة بعيدة من الساعة الخامسة إلى التاسعة بعد ساعات العمل الرسمية في مكتب بمدينة استوكهولم. وبعدما جمع لوندين المادة الفيلمية لأسابيع عدة عدلها رقمياً مكوناً مشهداً متحركاً طويلاً ومستمراً. ونتج من ذلك الأسلوب واقع مكثف تلاعب فيه الفنان بالوقت والمكان. عمال المكتب الذين يظهرون في الفيلم يمثلوننا جميعاً، وبتفحصنا لهم نتحول لتأمل أنفسنا ولاختيارنا طريقة عيش الحياة.