أعلن مسؤول أمني عراقي أمس الأربعاء أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقع وسط مدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة. وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن «قواتنا تستعد الآن لاقتحام منطقة الحوز التي يتواجد فيها المجمع الحكومي» وسط المدينة. ويأتي هذه التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة إلى مركز المدينة من المحور الجنوبي والذي تمكنت خلالها فرض سيطرتها على عدد من الأحياء في هذه المدينة التي سقطت بيد الإرهابيين في أيار - مايو الماضي، وإعادة السيطرة على المجمع الحكومي قد تشكّل خطوة رئيسة لتأكيد السيطرة التامة على مدينة الرمادي التي من المؤمل أن تتم خلال ثلاثة أيام بحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب. ويتوجب على القوات الحكومية التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار. ويقوم تنظيم داعش قبل الانسحاب من مواقعه بتفخيخ الشوارع والطرق المنازل ويهرب من خلال أنفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات. وعثرت القوات الأمنية خلال عمليات التمشيط للأحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنّعة من قوارير غاز الطبخ. من جهة أخرى أكد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج أمس الأربعاء أن عدداً من العائلات العراقية تمكنت من الخروج من الرمادي بالرغم من تهديدات تنظيم داعش لهم. وقال رزيج: كان لدينا تواصل منذ لحظة بدء الهجوم على مدينة الرمادي صباح الثلاثاء بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين الذين اعتبرهم داعش رهائن يحتمي بهم حيث أخرجت القوات الأمنية العشرات منهم خلال عملية الاقتحام التي نفذتها قوة مكافحة الإرهاب في الرمادي. وأضاف أنه رغم صعوبة الأجواء مع عملية الاقتحام التي تشهد قصفا وتقدماً واقتحاماً خرجت العديد من العائلات باتجاهات مختلفة من داخل مدينة الرمادي غرب بغداد إلى خارجها مستغلين انكسار داعش وتراجعه، مشيراً إلى وجود تنسيق مستمر مع القوات الأمنية للتعامل الإنساني مع المدنيين وإنقاذهم. وأوضح أن المئات من المدنيين حتى اللحظة محاصرون داخل الرمادي رغم ضراوة المعركة وشدتها وخطورتها عليهم، وأن كل الجهود تبذل لمحاولة إخراجهم خلال الساعات المقبلة.