“متعة كرة القدم أهدافها” هكذا تحضر الجماهير إلى الملاعب مستصحبة معها هذه المقولة دائما، ولكن هناك نجوما يملكون إمكانيات فنية نادرة يكسرون هذه القاعدة مع سبق الإصرار، بلمسات ساحرة ليكتبوا بأقدام من ذهب أن متعة الكرة في جنونها وفنونها. ليس كل لاعب كرة يملك خاصية إمتاع الجماهير، ولكن الثنائي أحمد الفريدي لاعب النصر، وسلمان الفرج لاعب الهلال اللذين سيكونان اليوم محط أنظار الجماهير في ديربي الرياض على ملعب الملك فهد الدولي في المباراة المؤجلة من الجولة السابعة من دوري عبد اللطيف جميل، حيث إنهما من أولئك اللاعبين الذين لهم القدرة على انتزاع الآهة من أعماق الأعماق، بما يملكانه من إمكانيات فنية جعلتهما يطوعان الكرة بما يجب وكيفما يتفق مع أمزجة الجماهير الحاضرة، التي دائما ما تتمايل طربا عندما تكون الكرة بحوزتهما، مهارات فنية عالية في المراوغة، موهبة وقدرة غير محدودة في التمرير وصنع الفرص لزملائهما بسلاسة وحيوية، ومتى ما نجحا في إحراز الأهداف تكتمل اللوحة الجمالية حتى لا يكون بعد الجمال جمال. الفريدي موهبة كروية تركض على قدمين، متى ما كان حاضرا تكون المتعة حاضرة في أي لحظة داخل الملعب، الرباط الصليبي الذي لازمه طويلا، حرم جماهير فريقه من إبداعاته، ولكن في ثماني دقائق هي عمر مشاركته بديلا أمام الاتحاد في الجولة 12، ومن أول لمسة وضع بصمته بهدف أمّن به فوز فريقه 3 /0، كما شارك في 21 دقيقة أمام الشباب 0/ 1. 29 دقيقة عمر مشاركة الفريدي هذا الموسم، أدخلته في فورمة المباريات، ما يقوده لأن يكون نجم مباراة اليوم، ومفتاح نصر فريقه، ولا سيما أن الجماهير تعول عليه كثيرا لغزو شباك فريقه الأسبق، ويتوقع أن يدفع به مدربه الإيطالي كانافارو منذ البداية عكس ما حدث في المباراتين الماضيتين. أمام سلمان، صاحب الجسد النحيل، ولكنه ضخم الموهبة وعالي الكعب في مداعبة الكرة وتحريكها ذات الشمال وذات اليمين وكأنه عالم بمفاتيح الدهشة والإمتاع، سيكون هو الآخر محط الأنظار، ومفتاح الفرج لفريقه حال منحه مدربه اليوناني دونيس حرية أكبر في وسط الملعب وحرره من مهام وظيفة المحور التي تكبل في كثير من الأحيان إبداعه، وتقيد حركته. ومتى ما ذكرنا المتعة لابد أن نستصحب معنا البرازيلي إدواردو لاعب الهلال، صاحب القامة الطويلة في تسجيل الأهداف، فهو من اللاعبين الذين يأتونك من حيث لا تدري، ويصيبون الهدف من حيث لا تعلم، وكأنه فطم على تسجيل الأهداف.