شدد النبي عليه السلام على التحذير من خطورة سن سنة سيئة الأثر والتوابع وأن من سنها سيتحمل وزرها ووزر من تأثر بها الى يوم القيامة، وبالمثل من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من تأثر بها الى يوم القيامة، وأيضا حذر من المجاهرة بالأنماط السلوكية السلبية لأنها تسقط الحاجز النفسي الذي يحول بين الناس وبينها بالفطرة، وللأسف من أحد أسوأ السنن المعاصرة هي سنة تجسيد وسائل الثقافة العامة الجماهيرية وتحديدا الافلام والمسلسلات للنماذج السلبية دون الايجابية ولهذه المسلسلات الخليجية تبدو كحلقات مصارعة من فرط العنف الاسري والأفلام العربية تبدو كأنها حياة في قسم للشرطة الجنائية فكلها مخدرات ودعارة وانحرافات وجرائم وهمجية وهي اسوأ بكثير من الاعمال التمثيلية في بقية العالم المنتج للأفلام مثل أوروبا وامريكا والهند والصين لأن جميعها يظهر لمحات من الجمال والسلوك الايجابي في شخصية البطل إلا الاعمال العربية فلا بطل فيها فالكل مؤذ ومنحرف وشرير وهمجي. وهذه الاعمال ليست بلا أثر واع ولا واع يبقى كامنا ومؤثرا في النفسية والعقلية التراكمية الجماعية، ولهذا ما نحتاجه لإيجاد نوع من التأثير الجماعي الايجابي العاجل هو اعمال تمثيلية راقية ملهمة يصرف عليه بشكل سخي تكون فيها البطولة لأبطال حقيقيين يصلحون واقع العالم العربي والاسلامي الذي يموج بالعنف والارهاب والحروب وانانية الفساد المالي والاداري الفاحش. وعلى سبيل المثال هناك مسلسل امريكي اسمه «The Philanthropist ــ فاعل الخير» 2009، البطل فيه مليونير كان لا يهتم إلا بثروته والاستمتاع الاناني بها ثم بالصدفة انقذ طفلا غريبا وعندها عرف الشعور الطيب الجميل لفعل الخير ومساعدة واسعاد الناس فبدأ يسخر ثروته ونفوذه وعلاقاته لمساعدة الناس في كل انحاء العالم وبخاصة في المجتمعات التي تعاني الكوارث والحروب الاهلية. واحداث المسلسل ليست خيالية بالكامل إنما هي مستوحاة من قصة حياة ونشاطات فاعل الخير ورجل الاعمال الامريكي «Bobby Sager ــ بوبي ساجر» الذي لم يقتصر على التبرع المالي للأعمال الخيرية إنما كان يقوم بنفسه بالسفر لمناطق الحروب والمجاعات والعيش بين اهلها لمعرفة اسباب الوضع على الارض لكي يقوم بمعالجة الاسباب الجذرية التي انتجت تلك الكوارث ثم يجمع اهل المال والنفوذ والكفاءات لحل تلك المشاكل من داخل البلد وخارجه لأنه رأى ان التبرعات المالية لا تصلح الاسباب الجذرية لتلك المشاكل، والتبرعات كثيرا ما تتعرض للسرقة من قبل الجهات التي تسببت بتلك الكوارث الانسانية، نحتاج لمسلسلات وافلام عن امثاله عرب ومسلمين.