يستمر نظام الأسد في ارتكاب المجازر اليومية بحق الشعب السوري، بأسلحة لم تستخدم في حروب كبيرة (البراميل المتفجرة) وتلقي طائراته يوميا عشرات منها على السكان الآمنين بحجة قتال إرهابيين، تقتل أطفالهم وتحيل بيوتهم ومدنهم إلى أنقاض. أن يستخدم نظام مجرم وفاقد للشرعية هذا النوع من السلاح وغيره من الأسلحة ذات الدمار الشامل ربما يكون منسجما مع سياق ما يريد هذا النظام وكذلك الأهداف التي ينشدها من كل هذا القتل، لكن أن يصمت المجتمع الدولي وهيئاته التي من المفترض أنها وجدت لحماية الإنسان وحقه في الحياة طيلة ما يقارب ثلاث سنوات؛ هذا يعني أن هذه الهيئات فقدت مبررات ومشروعية وجودها. ورغم أن ما يحدث في سوريا يعتبر فريدا في التاريخ الإنساني، إلا أن التاريخ الحديث والمعاصر شهد صراعات في أكثر من مكان في هذا العالم، وسارع المجتمع الدولي وهيئاته وأوقفت إراقة الدماء، وتدخلت قوى عسكرية كبيرة لأجل ذلك، بالرغم من تقاعسها في بعض الأحيان. القتال يبدأ بعد وصول أي خلاف سياسي بين قوى معينة إلى طريق مسدود، وتغلق كل أبواب الحوار السياسي بين هذه القوى، لكن عندما يبدأ الحديث عن حل سياسي من البديهي أن يوقف القتال، وفي سوريا وضع قادة الغرب العربة أمام الحصان ليستحيل إيجاد حل سياسي في المدى المنظور، تاركين الصراع يبلغ أعلى ذرى العنف باستخدام النظام أسلحة الدمار الشامل وغيرها دون أن يحركوا ساكنا لوقف نزيف الدماء أو حتى تخفيف حدة العنف، قبل الحديث عن مؤتمر جنيف الذي يزعمون أنه سيعيد السلام للسوريين. السوريون باتوا واثقين أن حل قضيتهم لن يكون في جنيف تحت قصف البراميل المتفجرة وغيرها، وكذلك أدركوا أن الغرب لا يتمسك بكل ما يدعي من قيم أخلاقية وقوانين تحمي الإنسان وإنما يبحث عن مصالحه حتى لو كانت عند المجرمين والقتلة.