دبي: محمد رُضا فيلمان هادئان جدا استرعيا الانتباه في عام 2013. كلاهما حول وحدة الإنسان في محيطه. حتى الموسيقى كان لها دور ثانوي فيهما. كان يكفي مراقبة ذلك المحيط والإنسان الصغير جدّا فيه. هذان الفيلمان هما «جاذبية» الذي طافت الكاميرا فيه، افتراضيا، في ذلك المحيط الخارجي للأرض مع ممثلين اثنين مهددان بالموت: ساندرا بولوك وجورج كلوني. المخرج ألفونسو كوارون كان يريد عملا من الخيال العلمي الذي لا يحشد له المعارك. الذي تسوده السكينة والخطر في الوقت ذاته، والذي يستطيع أن ينضم إلى أفضل ما قدّمته السينما في هذا المجال من أفلام فضاء خيالية: «سولاريس» الروسي و«أوديسا الفضاء: 2001» الأميركي. الفيلم الثاني هو «كل شيء ضاع» لجفري كاندور: مصير معلق لرجل هو أيضا يدافع عن حقّه المكتسب في أن يبقى حيّا (روبرت ردفورد) وذلك بعدما وجد نفسه في وسط المحيط بقاربه الصغير ولا شيء حوله. ليس تماما مثل فيلم العام الماضي المبلل بالماء «حياة باي» لآنغ لي، فذلك كان مضجّا و - على حسناته - مركبا وفيه سمك طيار وبطله (سوراج شارما) لم يكن وحيدا فمعه في المركب حمار وقرد وضبع ونمر ولو أن الأخير هو من بقي حيا. إلى جانب «جاذبية» و«كل شيء ضاع» كان هناك فيلم آخر جيد (وإن لم يكن جيّدا كفاية) يسوده الصمت هو الإيطالي/ المكسيكي/ الأميركي «ميدياس» لأندريا بالاوورو: عائلة في الريف المنقطع يسودها التوتر بعدما اكتشف الزوج أن زوجته تخونه.. نعم حتى في تلك البيئة البعيدة هناك خيانة. ومن مصر جاء الفيلم البديع «فرش وغطا» لأحمد عبد الله. الحوار فيه مبتسر وهامس. الصورة هي كل شيء. الصمت مقابل الضجيج. أفلام نهاية العالم واحد من هذه النماذج أعلاه («جاذبية») أنجز إقبالا جماهيريا جيدا. لكن الغالبية من مشتري التذاكر أموا الأفلام المضجّة وفرحوا بها. صفّقوا للبطل الحديدي في «آيرون مان 3» وللبطل الفولاذي في «رجل الفولاذ» كما، وإلى حد، للبطل المتحوّل إلى مشروع حيوان مفترس في «ذا وولفرين». أحب الجمهور أيضا أفلام نهاية العالم.. هل بات يرنو العالم بمن فيه لوضع حد له.. هل وافق على أن ينتحر؟ في هذا الصدد هناك «ألعاب النار: الاحتراق» و«الحرب العالمية ز» و«ستار ترك إلى الظلام».. وكلها من النوع الذي استخدمت فيه مؤثرات الكومبيوتر غرافيكس بلا حدود، أفضلها ما ورد في «الحرب العالمية ز»: ذلك المشهد الذي يتراكم فيه البشر المتوحشون لتشكيل هرم فوق جدار العزل الإسرائيلي لا يُنسى. لكن جائزة أفضل مؤثرات وتقنيات لا بد أنها من نصيب «جاذبية».. الفيلم الذي يستفيد من الصورة ومن الصمت أيضا. سينما الخيال المرسوم كانت حاضرة: بين أنجح عشرة أفلام أميركية تربع فيلمان في القائمة «أنا غير المحترم» و«جامعة الوحوش». وأحد أفضل أفلام الأنيماشن مر بتقدير نقدي متوسط وجماهيري جاف وهو «الريح تعصف» للياباني هاياو ميازاكي. وحظ سينما الأبعاد الثلاثة من السوق كان معتدلا ما يعني أنه كان أقل حجما مما كان عليه في العام السابق. مع أن نشاطه امتد هذه السنة إلى أفلام الرعب («مذبحة تكساس» و«عناكب»، «دراكولا حسب أرجنتو») وأفلام الأنيماشن («ذا كرودس» و«ملحمة» و«مجمد») كما حافظ على اشتراكه في بلورة أفلام المغامرات والخيال العلمي («آيرون مان 3» و«ستار ترك داخل الظلام» و«ثور: عالم داكن»). وحين قرر ستيفن سبيلبرغ إعادة عرض فيلمه «جيروسيك بارك» في الخامس من أبريل (نيسان) الماضي، أطلقه بالأبعاد الثلاثة. و2013 هو العام الذي عومل فيه أدب ف. سكوت فيتزجرالد بحرفية الأبعاد الثلاثة عندما قام المخرج الأسترالي بز لورمان بتحويل «غاتسبي العظيم» إلى فيلم غير عظيم. هل احتاجت كل هذه الأفلام إلى تقنية الأبعاد الثلاثة؟ كل واحد منها كان يستطيع أن يشاهد بالبعدين التقليديين. لكن المرء يلتقط واحدا فقط بينها ليبرر التقنية المذكورة هو «جاذبية». في كل الأحوال كانت هناك وفرة (ونستطيع أن نقرأها فورة) من الأفلام الممتازة التي تستحق اللحاق بقوائم أكثر أفلام 2013 جودة إلى درجة أنه يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات هي عربية، هوليوودية وعالمية أخرى. * الأفلام العربية - أفضل عشرة (حسب ترتيب مشاهدتها) * اختيرت هذه الأفلام إما لبراعة حياكة مضمونها، عوض أن يلعب المضمون بحد ذاته الدور الأول في هذا الاختيار، وإما لسعي مخرجيها الاختلاف والتميز والنجاح في هذا المسعى. الخروج للنهار - هالة لطفي (روائي - مصر) العالم ليس لنا - مهدي فليفل (تسجيلي - لبنان) عمر - هاني أبو أسعد (روائي - فلسطين) حبيبي بيستناني عند البحر - ميس دروزة (تسجيلي - فلسطين) فرش وغطا - أحمد عبد الله (روائي - مصر) باستاردو - نجيب بلقاضي (روائي - تونس) فيلا 69 - أيتين أمين (روائي - مصر) فتاة المصنع - محمد خان (روائي - مصر) شلاط تونس - كوثر بن هنية (روائي - تونس) يوميات شهرزاد - زينة دكّاش (تسجيلي - لبنان) * أفلام عالمية * لم يستطع هذا الناقد هضم الكثير من الأفلام التي نالت إعجاب سواه. من بينها، مثلا «فعل القتل» لجوشوا أوبنهايمر، الذي هو - فعليا - من إنتاج 2012 ولو أنه عرض في العام الماضي. كذلك معظم ما شاهده هذا الناقد من أفلام فرنسية. الأفلام (حسب ترتيب مشاهدتها) «روح 45» - كن لوتش (تسجيلي - بريطانيا) «لمسة خطيئة» - جيا جانغي (روائي - الصين) «الريح تعصف» - هاياو مياغازي (أنيماشن - اليابان) «الجمال الرائع» - باولو سورنتينو (روائي - إيطاليا) «الماضي» - أصغر فرهادي (روائي - فرنسا) «غير المسامح» - سانغ إل لي (روائي - اليابان) «لأولئك الذين لا يستطيعون الحكي» - ياسميلا جبانيتش (روائي - بوسنيا) «سدهارث» - ريتشي ماهنا (روائي - الهند) «قبل سقوط الثلج» - هشام زمان (روائي - ألمانيا) «المقامر» - إغناس يونيناس (روائي - لتوانيا) * هوليوود * لا تتضمن هذه اللائحة أفلاما بوشر عرضها في هذا الشهر (مثل «الحياة السرية لوولتر ميتي» و«هير» و«ذئب وولف ستريت» و«أميركان هاسل») بسبب محاولة مشاهدة أكبر قدر من أفلام المهرجانات (أبوظبي، مراكش، دبي) العربية. لكن ما لا يرد هنا سيدخل حتما قوائم العام المقبل كون عروضها ستنتقل إليه. الأفلام (حسب ترتيب مشاهدتها): «نبراسكا» - ألكسندر باين (روائي) «كل شيء ضاع» - ج. س. كانتور (روائي) «داخل ليووَن ديفز - جووَل وإيثان كووَن (روائي) «قبل منتصف الليل» - رتشارد لنكلتر (روائي) «جاذبية» - ألفونسو كوارون (روائي) «جو» - ديفيد غوردون غرين (روائي) «باركلاند» - بيتر لاندسمان (تسجيلي) «اندفاع» - رون هوارد (روائي) «بلو جاسمين» - وودي ألن (روائي) «كابتن فيليبس» - بول غرينغراس (روائي)