دعا عددٌ من أساتذة الجامعات والمسؤولين الإداريين إلى الإفادة من علوم القرآن والسنة في الارتقاء بالعلوم الإدارية وتشجيع الدراسات البحثية، التي تؤصّل للمفاهيم والقواعد الإدارية في الإسلام وترجمتها لمختلف اللغات لإيصالها للعالم. جاء ذلك في الملتقى العلمي الثالث في مظاهر عظمة القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي نظمه مركز تعظيم القرآن الكريم بالمدينة المنورة مساء أمس الأول الأربعاء ضمن فعاليات «المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م» بخيمة «العقيق» تحت عنوان (استثمار الدراسات القرآنية والسنة النبوية في الارتقاء بالعلوم الإدارية) بالتعاون مع فرع الهيئة العالمية للتعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام ونصرته. وتناول الملتقى 4 محاور وشارك فيه نخبة من المتخصصين في جانبي العلوم القرآنية والإدارة، وأداره الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ، رئيس مجلس إدارة مركز تعظيم القرآن الكريم.. وحول محور «اتخاذ القرارات الإدارية» تحدث مدير عام إدارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة ناصر بن عبدالله العبدالكريم بورقة استعرض فيها جوانب من القواعد الإدارية لاتخاذ القرار في القرآن الكريم وفي حياة النبي عليه الصلاة والسلام، كالشورى والاستفادة من مختلف الآراء، والتثبت والتأني والتفاؤل والنظرة المستقبلية، منبِّهًا إلى شحّ المراجع العلمية في مجال الإدارة في القرآن والسنة. وقال العبدالكريم إن ما سنّه الخلفاء الراشدون من قواعد وتنظيمات إدارية يدخل في ما جاء في السنة النبوية لتأكيد النبي عليه الصلاة والسلام على اتّباع سنتهم، مستشهدًا بوصية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه لواليه على مصر التي قال إنها تلخص أهم القواعد الإدارية في الكتاب والسنة. وفي محور «أثر التقوى في تحقيق الجودة» تحدث الدكتور صالح بن درويش معمار عميد كلية المعلمين سابقًا، حيث قدّم بتعريف التقوى التي هي أساس الكرامة الإنسانية، مؤكدًا أنه ليس من الصواب حصرها في الخوف وترك النواهي فقط بل لا بد فيها من الرجاء وامتثال الأوامر، والخضوع لسنن الله الشرعية والانتفاع بالسنن الكونية والخضوع لها، وأشار إلى أن العالم المتقدّم تفوق علينا باكتشاف سنن الله الكونية والإفادة منها. واستعرض د.معمار عددًا من معايير التقوى وقال النظام الإسلامي ليس فيه من هو معفيّ عن المسؤولية فالإداريون وبقية العاملين مسؤولون عن تصرفاتهم وأقوالهم أمام الله تعالى، ومبدأ المسؤولية نجده واضحًا في القرآن والسنة، ولذلك فإن النظام السعودي أوجد أجهزة للمراقبة الإدارية السابقة واللاحقة ومنها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.وحول محور «التفكير الإبداعي في الإدارة» قدّم الدكتور محمد أحمد لطفي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة ورقة قال فيها إن القرآن والسنة هما أكبر مصدر للأفكار الإبداعية مستعرضًا أهم قواعد التفكير الإبداعي مع ربطها بشواهدها في النصوص الشرعية والسيرة النبوية. المزيد من الصور :