كانت السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن بعده من ملوك الدولة السعودية تتسم سياساتها بالهدوء وعدم الانفعال والتوتر في اتخاذ القرارات في سبيل الحفاظ على أمن المنطقة المليء بالتوترات والاضطرابات هنا وهناك، ولكن في عهد الملك سلمان -حفظه الله- تغيرت سياسة المملكة جذرياً بسبب ما يُحاك ضد المملكة من مؤامرات لزعزعة أمنها داخلياً وخارجياً، وأصبح تغير السياسة الهادئة، التي كانت تتميز بها المملكة مطلباً ضرورياً لا بد منه نظراً، لأن سياسات الدول تتغير حسب متطلبات المرحلة وحسب التحديات التي، تواجهها خارجياً وداخلياً. لذلك سعت المملكة إلى إنشاء تحالف عربي لمواجهة الحوثيين في اليمن في ظل سيطرة جماعة الحوثي على الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لذلك سعت دول التحالف العربي بقيادة المملكة إلى عودة الشرعية إلى الرئيس الشرعي. وفي خطوة ظهرت قوة السياسة السعودية مرة أخرى وتأثيرها خارجياً في إنشاء تحالف إسلامي عسكري مقره الرياض لمحاربة الإرهاب من 35 دولة تتوحد لمحاربة الإرهاب وقّعت على بيان التأسيس للتنسيق والدعم العسكري لمحاربة الإرهاب. وجاء البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية أن تشكيل التحالف كان «انطلاقاً من التوجيه الرباني الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، ومن تعاليم الشريعة السمحاء وأحكامها، التي تحرم الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، لكونه جريمة نكراء وظلماً تأباه جميع الأديان السماوية والفطرة الإنسانية». كما جاء في البيان أن «الإرهاب وجرائمه الوحشية من إفساد الأرض وإهلاك الحرث والنسل المحرم شرعاً يشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، لا سيما الحق في الحياة والحق في الأمن، ويُعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها».