الأمن والطمأنينة من أهم المتطلبات الرئيسة العامة لجميع أفراد المجتمع، ومحاولة الإخلال بالأمن فيه ضرر على المجتمع بشكل عام، وليس على مجموعة معينة من الأفراد، ومَن يسعَ إلى زعزعة الأمن، وتهديد سلامة المجتمع، يجب على جميع أفراد المجتمع المبادرة للتعاون مع الجهات الأمنية لمحاصرته، وضبطه وفق الأنظمة والقوانين، ومن خلال الجهات المختصة. لا يعقل أن تضع الدولة في كل حيٍّ رجال أمن يضبطون الوضع الأمني فيه، ولا يعقل أن تضع في كل شارع، أو عند كل إشارة مرورية رجل أمن يضبط الحركة المرورية فيه، ولا يعقل أن تتابع المخالفات التي تحدث في كل طريق، ولذلك قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-: (المواطن هو رجل الأمن الأول)، وتلك العبارة تؤكّد أن للمواطن دورًا هامًّا في المحافظة على أمن الوطن. مؤخرًا أعلنت الإدارة العامة للمرور عن قرب إطلاق تطبيق إلكتروني على الأجهزة الذكية، يتيح للمواطن والمقيم مهمّة الرصد، والإبلاغ عن المخالفات المرورية التي يشاهدونها في الطريق، وكلّ ما يتعلّق ويهدد سلامة الطريق، والمارة، وقائدي المركبات، مزوّدًا بخيار تحديد موقع المخالفة، ووقت حدوثها، وبيانات المبلّغ، وسجله المدني، وسيتم إطلاق التطبيق خلال الشهرين المقبلين، وسيتيح للمواطنين والمقيمين التسجيل فيه كأصدقاء للمرور، والسلامة، ولن يقتصر التطبيق على تصوير بلاغات المخالفات المرورية، بل سيتجاوزها لرصد كل مخالفة تتعلّق بالطريق، ومن شأنها أن تعيق حركة السير، أو تتسبب في حوادث مرورية. خطوة موفقة من إدارة المرور، فنحن نرى اليوم في الطرقات عجائب عديدة، ومخالفات شنيعة، منها عكس الطريق، أو قطع الإشارة، أو الوقوف الخاطئ، أو التجاوز الخاطئ، أو حجز السيارات، وغيرها الكثير، والكثير من المخالفات المرورية، والتي لا تستطيع كقائد مركبة أن تقوم بشيء تجاهها، أمّا الآن ومع هذا التطبيق، فإن الوضع سيختلف، وسيعلم كلّ مخالف بأنه ولو لم يكن هناك رجل مرور يرصد مخالفته، فإن جميع مَن حوله قد يكون فيهم واحد سيقوم برصده، والإبلاغ عنه، وإرسال مخالفته عبر هذا التطبيق. عندما يشعر كل فرد منّا بأنه رجل أمن، وبأن الأمن والسلامة هي مطلب كافة أفراد المجتمع، فسنتمكّن جميعًا من أن نضع حدًّا لتلك المخالفات المرورية، وأن نساهم في حماية هذا الوطن من تجاوز المخالفين، وضبط المتهوّرين، وإعادة فرض الأنظمة المرورية في الطرقات. Ibrahim.badawood@gmail.com