تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد غد الخميس فعاليات الدورة السادسة والعشرين، من المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب في فندق شاطئ روتانا وتستمر ستة أيام تنتهي في 29 ديسمبر الحالي، ومن المتوقع أن يناقش المؤتمرون الذين يمثلون 17 دولة عربية بالإضافة إلى أوغندا بصفة مراقب جدول أعمال حافلاً يتضمن العديد من القضايا المفصلية التي تتعلق بشؤون الكتاب والمبدعين، مع ما يتضمنه هذا اللقاء من ندوة فكرية كبرى تناقش أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق الإنسان ناهيك عن أمسية شعرية تقرر أن يطلق عليها اسم الشاعر الإماراتي الكبير سلطان بن علي العويس ،رحمه الله. هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها الإمارات اجتماعا للأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والتي تعتبر انتخابات الأمانة العامة الحدث الأبرز فيها، ويتنافس على منصب الأمانة العامة للاتحاد الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مقابل عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب. عبر عدد من الكتاب الإماراتيين عن تفاؤلهم بالنتائج المتوقع إحرازها من هذا المؤتمر، لا سيما مع وجود هذا الحشد الكبير من المثقفين، حيث يعتبر اجتماعهم على أرض الإمارات بمثابة مناسبة مهمة وفرصة ثمينة لتحقيق الكثير من الطموحات المتوخاة. حبيب الصايغ: في الإماراتمناخ يحفز على الحريات والإبداع الشاعر حبيب الصايغ أكد أن أن هذا المؤتمر الذي يعقد مرة واحدة كل ثلاث سنوات، يعتبر فرصة لنقل الإمارات خطوة إلى الأمام مع الاحتمالات القوية بفوز الإمارات بمنصب الأمانة العامة، وقال الصايغ نحن مهيئون تماماً في الاتحاد لعمل الكثير مما يجب فعله لمصلحة الكتاب وقضاياهم الحيوية، لا سيما مع وجود مناخ يحفز على الحريات، ويتيح فرصاً كبيرة للإبداع والنشر الثقافي، ناهيك عما سبق وتدارسه الكتاب من قضايا محورية وحساسة إزاء الأحداث التي تمر بها منطقتنا العربية، التي تحتاج إلى رص الصفوف في مجابهة الإرهاب والمنظمات المتطرفة. ونوه الصايغ بجدول أعمال المؤتمر واعتبره لقاء مهما يتيح فرص اللقاء بين الكتاب من كل العواصم العربية، وهو بالضرورة فرصة للتعارف والكشف والمشاركة في التوقعات والآمال لا سيما ما يتعلق منها بالمشاريع الإبداعية المتوقع إنجازها، من جهة أخرى عوّل الصايغ على جدارة الإمارات بالفوز بلقب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، من خلال ترشحه للمنصب مؤملاً على ضرورة البناء على ما سبق وأنجز، كما أشار الصايغ إلى الظروف الإيجابية في الإمارات التي ستييح ولا شك مناخاً ديمقراطياً لإجراء الانتخابات في ظروف مناسبة ومرضية. في ذات السياق عبر الصايغ عن تفاؤله بمسار جديد في مسيرة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وضرورة أن يغادر منطق الرتابة الذي فرض أجواء بطيئة على إيقاع الاتحادات العربية إزاء القضايا المفصلية التي تمر بها منطقتنا العربية، مع الهجمة الشرسة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة. من جانب آخر أشار الصايغ إلى ضرورة أن يكون الكاتب على وعي كامل بالموضوعات السياسية والاقتصادية، وهو الذي يتفق مع البيانات التي اعتاد المؤتمر أن يصدرها في كل دورة لا سيما وأننا نعيش في زمن المعرفة المتسارعة، التي تتطلب تحديات جساماًأمام المبدع، وتفرض عليه اشتراطات ليس أقلها أن يكون في صورة الراهن، كما نوه الصايغ بالأمسية الشعرية التي ستقام خلال المؤتمر والندوة الفكرية التي ستناقش موضوع أزمة المفاهيم حول الحريات وحقوق الإنسان في ضوء تشريعات وقوانين متفق حولها، مع ضرورة الخلوص إلى تعريفات محددة بشأن هذا الموضوع الشائك. إبراهيم مبارك: لا بد من التركيزعلى نشر الوعي ومكافحة التطرف قال إبراهيم مبارك إن القيمة الأساسية لهذه الدورة من المؤتمر العام للكتاب العرب، هي كونه يعقد في الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت قبلة الكتاب والمثقفين العرب، بما توفره من وسائل خدمة الثقافة، وتطرحه للكاتب من فرص تعينه على مواصلة إبداعه، والارتقاء به، وفيها اليوم المئات من المبدعين العرب الذين استقروا ووجدوا جواً ملائماً للإنتاج والإبداع، ووجدوا مؤسسات تدعم نشر إبداعاتهم وإعلاماً مفتوحاً لهم، فأصبحت الإمارات بذلك ملتقى للإبداع العربي بجميع أشكاله، ومن مختلف مناطقه، وهذا الواقع يوفر للمؤتمر فرصاً للنجاح ولأن تكون نقاشاته ثرية ومفيدة، وأن يحضره أكثر كم من المبدعين، كما يوفر فرصة للحوار بين إدارة اتحاد الكتاب والكتاب من أجل مستقبل الكتابة العربية، ومن أجل وضع تصورات لما ينبغي أن يكون عليه العمل لهذا المستقبل. وأضاف مبارك نأمل أن تكون النقاشات وافية وعميقة، وأن تؤسس لنقلة نوعية في مجال عمل الاتحاد، تتسم بالعمل الجاد الموحد من أجل مستقبل الإبداع العربي، والفرصة مواتية نظراً لما توفره الإمارات من جو الحرية والتسامح، الذي يمكن في ظله أن تصل النقاشات بأعضاء المؤتمر إلى تفاهم حول مجمل المسائل المطروحة، ويقدموا خطة عملية وواعية لصناعة مستقبل ثقافي أفضل، يكون فيه الاتحاد سنداً حقيقياً للمبدع، ومدافعاً حقيقياً عن الثقافة الحرة، ومساهماً في نشر الإبداع العربي وتوسيع رقعته، وفي نشر الوعي في المجتمع، ومحارباً لكل أشكال الإرهاب. منصور الشامسي: مطلوببرامج حقيقية للنهوض بالأدب العربي يقول منصور الشامسي أمين سر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إن الإمارات ظلت دائماً تشهد حراكاً ثقافياً متنامياً، وله خصوصية كونه يجمع أطياف الثقافة العربية، ما يجعله مشهداً عربياً بامتياز، ويؤهل الإمارات لأن تكون حاضنة ثقافية، فريدة، ومصنعاً لتجارب إبداعية متعددة الرؤى، في ظل ما توفره مؤسساتها من دعم للمبدعين، ما جعل الثقافة أحد محاور التنمية المهمة في الدولة، وفي هذا الجو فإن انعقاد المؤتمر في الإمارات يأتي تتويجاً لجهودها التي ذكرناها، ولمكانتها المتميزة في الساحة الثقافية العربية. ونأمل أن يعكف المؤتمر على برامج حقيقية للنهضة بالأدب العربي عبر برامج عملية حقيقية، وليست توصيات فضفاضة، من خلال برنامج للارتقاء بالأجناس الإبداعية جميعها وهو من صميم عمل الاتحاد، كما نأمل أن يكون هناك برنامج لتقديم الأدب العربي للقارئ العادي، وأن يدخل الإبداع العربي في البرامج التعليمية العربية، وأن يترجم الأدب العربي للآخر، لكي يتعرف عليه. وتمنى المنصوري أن تفوز الإمارات برئاسة اتحاد الكتاب العرب، فهي تستحق ذلك بما لها من عطاء وحضور أدبي متميز وملحوظ. محمود نور: المثقف مطالب بالحفاظ على إرث الأمة وحضارتها من جهته أشار الشاعر محمود نور إلى أن استضافة العاصمة أبوظبي لهذا المؤتمر، هو نتيجة للدور المفصلي الذي تلعبه الإمارات في الوطن العربي ومكانتها الريادية في شتى المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية. وإن اختيار الإمارات لتكون الدولة المضيفة يأتي تعبيراً عن أصالة حركة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة والتي تشكل التنمية الثقافية جزءاً أصيلاً منها.وبين نور أن عنوان المؤتمر يشي بأهميته وضرورته الملحة في الظروف الحالية التي يعيشها الوطن العربي، فلا بد من إعادة البحث في الكثير من المفاهيم وتصحيح مسارها من خلال العمل الدؤوب لكافة المبدعين والمثقفين العرب، للحفاظ على إرث هذه الأمة وحضارتها العريقة، عبر التنسيق المبني على أسس تأخذ بعين الاعتبار أولوية الحفاظ على شباب الأمة من الانقياد وراء الفكر المتطرف. وشدد نور على دور الكتاب والمثقفين على مستوى الساحة العربية وتحصين الوعي العام، والدفاع عن الهوية الوطنية والقومية التي يحاول الإرهابيون نسفها من خلال توطين ثقافة لا تشبهنا وفكر لا ينتمي لهذه الأمة العظيمة التي بثت قيم التسامح والمحبة في كل أنحاء العالم. خالد الظنحاني: استضافةالإمارات فرصة لدعم الثقافة العربية قال الشاعر خالد الظنحاني إن الوضع الراهن للبلدان العربية يحتاج إلى التمسك بدور الكاتب الذي يدعم التوجه العربي القائم على الرؤية الواضحة، ومن ذلك التركيز على الخطاب الإصلاحي الداعي إلى المحبة والسلام والرافض لمختلف أشكال العنف والقتل. ورأى الظنحاني أن احتضان الإمارات للمؤتمر شكل حالة ايجابية، أولا لما تشكله الإمارات اليوم من مساحة في الحراك الثقافي العربي، والثاني هو الفائدة التي ستعود على اتحادات الكتاب العرب والحراك الثقافي فيها، إذ تشهد البلدان العربية حراكاً متقلباً لا يسمح بعقد اجتماع مهم بحجم الاجتماع العام للكتاب والأدباء العرب. وبين الظنحاني أن الساحة الثقافية الإماراتية انتظرت مثل هذا الاجتماع طويلاً، الحماس يحدونا لتفوز الإمارات برئاسة الأمانة العامة للاتحاد، فهذه هي المرة الأولى التي يعقد الاجتماع في أبوظبي، مشيراً إلى انتظار الساحة الثقافية العربية للبيان الذي ستطلقه أبوظبي تحت عنوان بيان أبوظبي الثقافي، خاصة أنه سيتوقف عند قضايا الراهن العربي بكل تحولاته.