أعلنت دار الإفتاء المصرية أمس الأحد، عن إنشاء مرصد «الإسلاموفوبيا»، والذى يختص برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج، وأوضحت الدار، أن هذه الخطوة من جانبها جاءت في أعقاب تزايد أعمال العنف والكراهية الموجهة، ضد المسلمين فى الخارج، وتعالى الأصوات اليمينية المتطرفة، والمطالبة بمناهضة وجود المسلمين في المجتمعات الأوروبية والأمريكية، وتعرض الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية فى الخارج للاعتداءات العنصرية، حتى وصل الأمر إلى إنشاء عدد من الكيانات والتجمعات التي تنتهج العنف بهدف طرد المسلمين من أوروبا وأمريكا، والتي استغلت أعمال العنف والإرهاب التى ترتكب باسم الإسلام من قبل جماعات اختطفت الإسلام، وشوهت صورته لدى الكثيرين حول العالم لتبرير هذه الكراهية والعنصرية، ضد الإسلام والمسلمين. وشددت الدار على أن التعاطي الصحيح مع مشكلة «الإسلاموفوبيا» يبدأ من الرصد الدقيق والتحليل العلمي السليم لكافة الأحداث والقضايا المتعلقة، بمعاداة الإسلام والمسلمين في الخارج، فالعلاقة بين أصحاب الحضارات المختلفة، وبين أصحاب الأديان، وبين البشر عمومًا، دائمًا ما تحتاج إلى عمليات من الرصد والتحليل والتنبؤ من أجل إنضاج العلاقة ودفعها إلى الأمام، وتصحيح مسارها دومًا، والاستفادة من خبرات الماضي وقضايا الحاضر لبناء المستقبل. وتابعت الدار: نحن فى عالمنا العربي والإسلامي إذ نواجه صراعًا حضاريًّا ودينيًّا وثقافيًّا من أطراف عدة تحاول تشويه الإسلام ورموزه ومحاربة المسلمين، وإعاقة كل جهد يبذل لتجسير العلاقة بين المسلمين وغيرهم، لا بد لنا أن نواجه ذلك بالبحث والدراسة والتحليل، والتزود بسلاح العلم والمعرفة والبحث العلمي، فهي أدوات لا غنى عنها في مواجهات الصدامات الثقافية والأزمات الحضارية بين أتباع الديانات المختلفة. وأكدت الدار، أن الأزمات الأخيرة والمتعلقة بالتصريحات العنصرية المعادية للمسلمين، وأعمال العنف الموجهة ضدهم، قد كشفت وبصورة جلية أننا فى حاجة ماسة وملحة لكيان رصدي وبحثي إسلامي يقوم برصد الإساءات ضد الإسلام والمسلمين، ويبحث فى أطراف الإساءة وسياقها، ويحلل المعطيات ويتواصل مع الجاليات المسلمة في الخارج والمؤسسات الإسلامية المعتبرة فى الداخل، لتقديم أفضل السبل المطروحة للرد على الإساءة وردها والاستفادة منها فى تحسين صورة الإسلام والمسلمين، فهو كيان إسلامي يدعم صانع القرار ومتخذه، ويساعد الشعوب على التعاطي مع الأزمات بحكمة وعقلانية، بما يحقق صالح الإسلام والمسلمين.