×
محافظة المنطقة الشرقية

تقلبات جوية وحالة مطرية على المملكة بدءاً من الأربعاء

صورة الخبر

بعد مرور الجلسة ال33 للبرلمان اللبناني من دون التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، يبدو بأن اللاعبين المحليين يصبحون أكثر قناعة بأنّ ترشيح زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية هو الورقة الوحيدة القابلة للتنفيذ بالرغم من العراقيل التي تواجهها. وفي حين علمت "الرياض" بأنّ زعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري يستعدّ للتوجّه الى لبنان لبضعة ايام بغية إعادة نفخ الحياة في مبادرته بترشيح فرنجية ولو غير رسميا بعد، تعكف القوى السياسية على تذليل العقبات أمام هذا الترشيح الذي يحظى بمباركة إقليمية ودولية بفعل عدم جواز انطلاق الحلول في المنطقة في ظلّ شغور رئاسي متنام في لبنان. لكن لهذا الترشيح عقبات عدّة أولها من الأطراف المسيحية: فرئيس "تكتّل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لا يزال متشبثا بترشحه للرئاسة مدعوما من "حزب الله"، ويعتبر بأنه تلقى "طعنة" في الظهر من حليفه فرنجية الذي قبل بلقاء الحريري في باريس من دون استشارته، ثمّ من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي لا يستسيغ ترشيح خصم تاريخي له من جهة وهو من جهة ثانية يحمل عتبا على الحريري الذي يقول بأنه لم يستشره رسميا بالموضوع. واللافت بأن البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي سئل عن الموضوع أبدى استعداده للمضي بترشيح فرنجية واضعا أولوية ملء الشغور الرئاسي في رأس قائمة الأولويات. وتشير مصادر سياسية واسعة الإطلاع الى أنّ مبادرة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية تراوح مكانها، فلا هي تتقدّم ولا تتراجع، ويصفها أحد السياسيين اللبنانيين العارفين بكواليس الأمور بأنها "لا حيّة ولا ميتة". هي إذن مبادرة حريرية معلقّة على حبال الحوار المسيحي-المسيحي المحتدم وراء الكواليس بعد أن "حشر" قبول "تيار المستقبل" باسم فرنجية المسيحيين عموما والموارنة خصوصا في زاوية ضرورة اختيار شخصية مارونية لتترأس الدولة. يقول العارفون بالبيت المسيحي بأن هذا الحوار سيكون طويلاً نسبيّا ولن تتظهّر مفاعيله قبل بدايات السنة الجديدة. وستلعب بكركي دورا محوريّا في هذا الحوار. وتشير الأوساط المتابعة عن كثب لمبادرة الحريري الى أن عدم التوافق المسيحي على فرنجية عطّل مبادرة الحريري الى حين لكنّه لم يلغها، مشيرة الى أن فرنجية لم يحسن تسويق نفسه وكان الأجدى به البدء من الساحة المسيحية. وبالتالي تشير الأوساط الى أن المسيحيين اللبنانيين باتوا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاتفاق على مرشح وسطي في ما بينهم بعد أن وصل ترشيحي فرنجية-عون الى حائط مسدود بفعل عدم تنازل أيّ منهما للآخر، وإمّا التوجّه الى البرلمان والاحتكام الى الاقتراع النيابي ومن يحصل على أصوات أكثر يربح في النهاية. ولعلّ الطرح الثاني قد يشكّل أيضا بحسب هذه الأوساط المقربة من قوى 14 آذار مخرجاً يوفّر على "حزب الله" الإحراج أمام حليفين له فيطلب منهما الاحتكام الى البرلمان والقبول بالنتيجة التي تصدر عنه.