* طوابيرُ روادِ معرضِ جدة للكتاب في تشكيلاتِها.. رجال، نساء، شباب، أطفال تمثِّلُ لوحةً زاهيةً من لوحاتِ المجتمعِ الإنسانيِّ السليمِ الفطرةِ والسلوكِ * معارضُ الكتابِ ليستْ كما يظنُّ كثيرون أنها «نخبوية» وأنها موجَّهةٌ للمثقفين فقط لا غير بل هي في عُرفِ الفطرةِ الإنسانيةِ حدثٌ مجتمعيٌّ يزخرُ بكلِّ أنواعِ الفعلِ الإنسانيِّ من حركةٍ، اهتمامٍ، اقتناءٍ، تفاعل.. * وقد أبهرني هذا الإقبالُ الكبيرُ جداً من الناسِ لمعرضِ جدة للكتاب.. رغم ضيقِ المساحةِ، وبُعدِ المكان وإجراءاتِ الدخولِ، وعدمِ توفُّرِ المواقف وقد شكَّل بذلك كلُّ روادِ المعرضِ من أهالي جدة وغيرها نموذجاً إنسانياً فريداً في كيفيةِ التفاعلِ مع نشاطٍ بهذا الحجمِ. * معرضُ جدة للكتاب يضعُ اليوم مسؤوليةً كبيرةً على مسؤولي ومؤسساتِ المنطقة في استمراريةِ الفعالياتِ المشابهة من معارض فنون، سيارات، كتب ،وغيرها طوالَ العامِ لخلقِ ثقافةٍ مجتمعيةٍ وترسيخِ قيمِ المعرفةِ وفضائلِها في نفوسِ كلِّ أطيافِ المجتمع كخطوةٍ أوليَّةٍ وأساسيَّةٍ لتحويلِ مجتمعِنا إلى مجتمعٍ إنسانيٍّ مُنجزٍ * فاليومَ نحن في مأزق إما مجتمعُ نفطٍ بلا فكرٍ ووعي خاصة بين أشقائنا العروبيين وإما محضنٌ لفكرٍ متطرفٍ كما تسعى بعضُ دوائرِ الغرب إلى إلصاقِه بنا وبأرضِ الحرمين الشريفين ومثَّلَ معرضُ جدة للكتاب في إقبالِ الناسِ أروعَ وأفضلَ رسائلَ إنسانيةٍ لتغييرِ الصورةِ السلبيةِ هذه وإبلاغِ العالمِ كلِّه بأننا مثلُنا مثلُ غيرِنا مجتمعٌ انسانيٌّ طبيعيٌّ يتمثلُ بكلِّ بهاءٍ في تفاعلاتِ النفسِ البشريةِ لكلِّ الواقفين في طوابيرِ انتظارِ دخولِ المعرض. aalorabi@hotmail.com