.. لئن كان تأليف كتاب يؤرخ ويوضح ويسجل بالتاريخ وقائع ما تضمنه الكتاب مجهدا لمؤلفه، فإن مثل هذا الكتاب يحتاج إلى الكثير من التفكير والتوثيق كيما يستطيع أن يقدم لقارئه ما تميز به الكتاب من علوم أو تاريخ وما هو في حكمهما. وكتاب اليوم الذي أعده وألفه الدكتور عمر الخولي أستاذ القانون الدستوري والقضاء الإداري بكلية الحقوق – جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وأصدره بعنوان: الوزارات والوزراء في المملكة العربية السعودية الأحكام والطبيعة القانونية/ دراسة قانونية وتاريخية قد جهد الدكتور الخولي في توثيق المعلومات التي اشتمل عليها الكتاب غاية الجهد، حيث رصد تاريخ نشوء مجلس الوزراء ومن تولى رئاسته بداية من الملك سعود -رحمه الله-، وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وأتبع ذلك برصد تاريخ نشوء الإمارات والوزارات ومن تولاها من أول أمير ووزير وكان هو الأمير والملك فيصل بن عبدالعزيز وحتى آخر تشكيل وزاري في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد سجل كل ذلك بأسماء الوزراء .. والوزارات التي تولوا مناصبها وتواريخ التعيين أو الإعفاء، أو الموت طبعا، هذا بالإضافة لما احتواه بمستهل الكتاب من ذكر نظام مجلس الوزراء على امتداد تاريخه وما جرى عليه من تعديلات وكل ذلك بذكر أسماء من أجرى التعديل، بالإضافة إلى مسيرة تاريخ مجلس الوزراء واختصاصاته، وكل ذلك بالتواريخ المحققة والتي لا أشك أنها أخذت من عمر الدكتور الخولي سنين عديدة لإصدار هذا الكتاب بما احتواه من معلومات موثقة في طبعته الثانية، حيث سبق للمؤلف أن أصدر الطبعة الأولى عام 1419هـ في حجم صغير ومعلومات شاملة ولكنها مختصرة إذ لم يبلغ عدد صفحات الكتاب في طبعته الأولى سوى 178 صفحة .. بينما صدر في الطبعة الأخيرة التي هي موضوع المقال اليوم في 310 صفحات، ومع ذلك يقول الدكتور عمر الخولي في خاتمة المقدمة: «أيا كان الأمر فإنه يسعدني أن أضع بين يدي القارئ الكريم هذا العمل الذي يمثل جهد المقل ليكون بمثابة مرجع سريع مقتضب لمن أراد معلومة عابرة تتعلق بالوزارات أو الوزراء في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. التحية للدكتور عمر الخولي الذي قدم عملا متكاملا للقارئ والشكر لأخي صاحب المعالي الدكتور سهيل قاضي الذي تفضل بإهدائي نسخة من الكتاب. السطر الأخير : في عام 484 هـ أنشد وزير الخلافة أبو شجاع – على إثر عزله عن وزارته – قائلا: تولاها وليس له عدو .. وفارقها وليس له صديق