عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للرئيس الأميركي باراك أوباما، عن معارضته لمقترحات طرحها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بشأن المفاوضات مع إسرائيل. وكشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أن عباس، بعث بـ"مذكرة غير رسمية" إلى الى أوباما، تضمنت تفاصيل الموقف الفلسطيني من قضايا الحل الدائم. ونقلت عن 5 مصادر إسرائيلية وفلسطينية ضالعة في الموضوع، قولها إن عباس قرر عدم الإكتفاء بالتعبير عن تحفظاته أمام كيري، أو المبعوث الأميركي الخاص، مارتن إنديك، وأن يبعث المذكرة إلى أوباما مباشرة. وقالت 3 مصادر، إن ما دفع عباس إلى إرسال هذه المذكرة كان خيبة الأمل العميقة التي شعر بها حيال المواقف التي طرحها كيري، وخاصة بكل ما يتعلق بالترتيبات الأمنية في الضفة الغربية واتفاق سلام مستقبلي. ووفقا لأحد هذه المصادر، فإن عباس خرج من لقائه مع كيري، في 6 كانون الأول/ديسمبر الحالي، وهو في حالة غضب شديد، لكنه قرر عدم إرسال رسالة رسمية للرئيس الأميركي، وإنما "مذكرة غير رسمية" لكي يترك مكانا للمفاوضات وعلى أمل أن يؤثر أوباما على المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى أن ما أثار غضب عباس، لم يكن اقتراح كيري، حول بقاء قوات إسرائيلية في غور الأردن لمدة 10 سنوات، وإنما تأييد وزير الخارجية الأميركي لطلب إسرائيل أن هذه القوات ستنسحب من هذه المنطقة فقط في حال نجح الفلسطينيون في الاختبار التنفيذي الأمني، وأن إسرائيل هي التي ستقرر في ذلك، ما يعني منحها حق "الفيتو" على سحب قواتها من الغور. وفي غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من أجل ألا يعلن عن مخططات بناء جديدة في المستوطنات بموازاة الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين القدامى في 29 كانون الأول/ديسمبر الحالي. وطالب كيري وإنديك، نتانياهو، بالإمتناع عن الإعلان عن مخططات بناء كهذه بعد الإفراج عن الأسرى مباشرة تحسباً من أن إعلانا كهذا سيفجر المفاوضات. ولكن نتانياهو أعلن خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب الليكود، أمس، أن "المستوطنات ليست السبب لاستمرار الصراع، وإنما معارضة الإعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي".