×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيلة وزارة الصحة تتفقد مستشفيات جازان

صورة الخبر

رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس احتفال الوزارة ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والشخصية المكرمة لهذا العام " الراحل الدكتور محمد بن أحمد الرشيد - رحمه الله-" ، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وبُدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور . وقال :" نلتقي هذه الليلة في حفل تكريم معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف هذا اليوم ، الثامن عشر من شهر ديسمبر ، وهو الموعد الذي أقرته منظمة " اليونسكو " وعمل به " مؤتمر وزراء الثقافة العرب " للاحتفاء بلغتنا العربية في بلادنا العربية أسوة بالأيام المخصصة للغات الأخرى . وأوضح معاليه أنه كانت للدكتور محمد الرشيد جهود موفقة في الاهتمام باللغة العربية والدفاع عنها ومناصرة قضاياها ، وهو اهتمام واحد ضمن اهتمامات كثيرة كان - رحمه الله - يعمل عليها ويحرص على النهوض بها سواءً في مجال التربية والتعليم أم في مجال الإدارة والتطوير أم في مجال الفكر والتعامل الإنساني وفي غيرها من المجالات التي خدم فيها وطنه وأمته وخلد ذكراه ناصعة أمام الأجيال. وقال الدكتور خوجة " نتذكر معالي الأخ العزيز الدكتور محمد الرشيد هذه الليلة ، فنتذكر الخصال الحميدة والسجايا الرفيعة التي كان يتسم بها في تعامله الإنساني ، ونتذكر الحكمة والبصيرة في وعيه بقضايا أمته وشعوره بالمسؤوليات الجسام الملقاة عليها للتطور ومواكبة الحضارة ، ونتذكر الإخلاص والتفاني والدقة في أعماله ومنجزاته العديدة التي قام بها". وأضاف قائلاً " تُحدثنا سيرته العطرة عن نموذج فريد من أبناء هذا الوطن المبارك من العصاميين الذين شقوا طريقهم بالصبر والأناة وواجهوا الصعاب بالحزم والإصرار ، وبنوا لأنفسهم ولمجتمعهم مجداً تفخر به الأجيال من بعدهم ، فقد ولد في مدينة المجمعة قبل نحو سبعين عاماً ، وتعلم في مدارسها العامة ثم أكمل تعليمه الجامعي، وكان من طلائع الطلاب السعوديين الذي سافروا إلى الخارج فحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد عمل بإخلاص أستاذاً للتربية وعميداً لكليتها في جامعة الملك سعود في الفترة التي كُنت فيها عميداً لكلية التربية في جامعة الملك عبدالعزيز ، ثم انتقل بخبرته العملية وتأهيله الأكاديمي ليستفيد منه كذلك المجتمع الخليجي والعربي بل والعالمي، فعمل مديراً لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، وكان مسؤولاً عن إنشاء جامعة الخليج العربي بالبحرين، كما عمل الفقيد رئيساً للجنة تقدم التعليم في دولة قطر ، وعضو لجنة التخطيط الشامل للثقافة العربية ، وعضو المجلس التنفيذي للمجلس العالمي لإعداد المعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف معالي وزير الثقافة والإعلام قائلاً : " واستفاد منه الوطن في مجالات كثيرة ؛ فقد اختير عضواً لمجلس الشورى عام 1414هـ ، ثم وزيراً للمعارف ( التربية والتعليم حالياً ) من العام 1416هـ وحتى العام 1425هـ ، وبعدها عمل في مجالات خيرية وإنسانية واستشارية ، عكف على إبراز عصارة تجربته وخبرته من خلال المؤلفات والمقالات التي كان يتحفنا بها ، ومنها تركيزه على تعليم اللغة العربية وحرصه على إبراز ما تتسم به هذه اللغة من جمال في الصورة وسلاسة في التعبير ودقة في الوصف ما يجعلها لغة حية ومتفاعلة مع أفكار الإنسان وعواطفه ". وعد معاليه اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً وإحدى اللغات الخمس الرسمية في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون عربي، واللغة الرسمية للعالم العربي، مشيراً إلى أن اللغة العربي يلم بها نحو 200 مليون مسلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم الأصلية ، حيث يكشف لنا الواقع أن هناك إقبالاً كبيراً على تعلمها في مختلف أنحاء العالم لأسباب تتعلق بالدين أو بالتجارة أو بالعمل أو بالثقافة أو غير ذلك. وقال الدكتور خوجة : " إن العربية من اللغات السامية التي قدر لها أن تحافظ على كيانها وأن تصبح عالمية ، وقد نزل القرآن الكريم بها ويتطلب فهمه وتذوق إعجازه اللغوي معرفة باللغة العربية وعلومها ، وتختص هذه اللغة بخصائص جعلتها مطلباً للكثيرين من أهلها ومن غيرهم ، منها ما ذكره أهل اللغة حول طبيعتها وتاريخها بأنها تتألف من آلاف المواد : المستعمل منها أقل من المهجور من ألفاظها الذي لم يستعمل إلى هذا اليوم ". وأضاف يقول : " وهذه الإشارة تكشف لنا صورة الثراء في الحصيلة اللغوية ، وتبين لنا كذلك البعد التاريخي والنمو الحيوي لهذه اللغة التي تتجاوب مع المتغيرات وتقترض من غيرها من اللغات وتعطيها من كلماتها ومعانيها، وتتكيف مع المصطلحات والمواد الجديدة ومع ما تأخذه من غيرها ، فعلماء العربية حين أخذوا علم المنطق من اليونان عرّبوا ما أخذوه ، فاستخدموا مصطلحات ومقولات أصبحت متداولة في الفكر والفلسفة مثل: " موضوع ومحمول" و " قضية وقياس" و " استنتاج ومقدمة صغرى ومقدمة كبرى ونتيجة " و " المقولات العشر" و" القول الشارح والتصوير والتصديق" ، و" كلي وجزئي " و" قضية كلية " و" قضية كلية مهملة " وغير ذلك ". وبين معاليه أن مميزات لغتنا أن أبناءنا اليوم وبعد ألف وخمسمائة سنة يفهمون أسفار الجاهلية والمخضرمين ، كما يفهمون أشعار أبي تمام والبحتري والمتنبي ، كما يفهمون أشعار أبي العلاء المعري والشريف الرضي، ويدركون أشعار فحول متقدمين. إثر ذلك بدأت فعاليات الندوة المخصصة للشخصية المكرمة هذا العام الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ، وأدارها الأديب حمد القاضي، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن لطفي الصباغ ، والدكتور ناصر بن سعد الرشيد ، والدكتور محمد حسن الصايغ. واستُهلت الندوة بكلمة لمديرها الأديب حمد القاضي معرفاً بالمتحدثين وسيرهم العلمية والعملية ، ثم استعرض الدكتور محمد الصباغ إنجازات ومآثر الدكتور الرشيد ، مستذكراً إسهاماته العلمية والعملية وأثره الطيب الذي استمر بعد وفاته ـ رحمه الله ـ ، حيث تميز بالنشاط الدؤوب والهمة العالية ، وخدمة الدين الإسلامي والثقافة والتربية. ثم تحدث الدكتور ناصر الرشيد عن الراحل مستذكرًا خدمته للغة العربية كونها الهوية الثانية بعد الإسلام ، مشيرًا إلى أنه - رحمه الله - كان يحرص خلال خدمته في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم على خدمة كل ما من شأنه أن يسهم في نشر اللغة العربية والمحافظة عليها. بعدها ألقى الدكتور محمد الصايغ كلمة استعرض فيها إسهامات وإنجازات الراحل في مجال التربية ، ومن ذلك أنه أسهم في خدمة العلم والتعليم لاسيما المعلمين والطلاب والوصول إلى المجتمع التربوي في كل الوطن زائرًا ومكرمًا للرواد والمتميزين سواءً معلمين أو طلاب. وفي نهاية الندوة فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور. وفي الختام قدم معالي وزير الثقافة والإعلام هدية لأبناء الراحل تسلمها أحمد بن محمد الرشيد. حضر الحفل والندوة والمعرض معالي رئيس وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان ، والمستشار المشرف العام على الإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل ، وأبناء وأقرباء الفقيد وعدد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.